على نتنياهو أن يوضح هل هو مع حل الدولتين أو الانفصال الأحادي الطرف
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

•في أعقاب المنشورات التي وُزعت على بيوت العبادة في الأسبوع الأخير بشأن موقف الليكود من حل الدولتين، صدر توضيح باسم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يقول إن كلامه عن الاستعداد للاعتراف بدولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بإسرائيل كدولة يهودية لا يزال قائماً. لكن هذه المواقف لم تعد مناسبة اليوم، لأن أي أرض ستنتقل إلى أيدي الفلسطينيين ستسيطر عليها أطراف متشددة. 

•يمكننا مناقشة هذا التوضيح والقول من بين أمور أخرى إن الوضع الذي كان قائماً وقت إلقاء خطاب بار - إيلان [سنة 2009] لم يكن أقل خطورة عنه اليوم. فقد جاء الخطاب تحديداً بعد عامين من سيطرة "حماس" على غزة، ولم يكن هناك سبب حينئذ يدفع إلى اعتقاد ان منظمة التحرير الفلسطينية ستكون قادرة على الوقوف في وجه الإسلام المتشدد. وفي الواقع، فإن قوات الأمن الفلسطينية خضعت في السنوات الأخيرة لعملية تأهيل مهني مكثفة، كما أن التنسيق الأمني معها تحسن كثيراً.

•لكن من يعتقد أن التقدير الصحيح والواقعي هو أن الوقت اليوم ليس ملائماً لانتقال مناطق إلى الفلسطينيين والاعتراف بسيادتهم الكاملة، يتعين عليه أن يوضح للناخب الإسرائيلي ما هو البديل. يختلف نتنياهو مع ريفلين وبيغن وأرينز الذين يؤمنون بدولة واحدة من البحر إلى نهر الأردن وإعطاء المواطنية الكاملة لجميع السكان الفلسطينيين. فهو قال وكرر أن مثل هذا الحل سيشكل نهاية رؤيا الدولة اليهودية. وهو يدرك جيداً أنه بعد سنوات قليلة جداً ستتشكل أغلبية عربية، وأنه إذا انتخُب من جديد، فمن المحتمل أن تميل الكفة الى صالح العرب حتى خلال فترة ولايته المقبلة. فإذا كان حل الدولتين سيبقى معلقاً في هذه الأثناء، فإن على رئيس الحكومة أن يوضح ما هو البديل.

•فإذا لم يكن الحل هو خطاب بار - إيلان [حل دولتين لشعبين] ولا الدولة الواحدة، يبقى الحل الإشكالي لأريئيل شارون: أي المغادرة وحدنا من دون انتظار أحد كي يحدد لنا الحدود، ومن دون إجراء مفاوضات مع الفلسطينيين أو التوصل إلى تنازلات على طاولة المفاوضات، بل ببساطة نقوم نحن بترسيم الحدود (وهي قد رسمت بالجدار الذي بناه شارون في الضفة الغربية من خلال ضم 8% من المناطق). وهذا الحل لا يحتاج إلى مواجهة موضوعات أكثر إشكالية – القدس والفلسطينيون - لكنه لا يسمح بتطبيق المبادرة العربية العائدة إلى سنة 2002 التي تضمنت التطبيع الكامل للعلاقات بين دول عربية وإسرائيل، والاعتراف أمام العالم بانتهاء الاحتلال.

•ليس هناك حل سهل، لكن من الصعب تحويل الدائرة إلى مربع. إن الساعة الديمغرافية تتقدم وهي لا تأبه بتحليلات الوضع الجيو - استراتيجي. وإسرائيل اليوم أمام انتخابات من شأنها أن تحدد مصيرها في ما يتعلق بالموضوعات الأكثر أهمية. من هنا، فمسألة ما هو التوجه الحقيقي لرئيس الحكومة إزاء حل النزاع في منطقتنا ليس مثل النقاش حول صفر ضريبة مضافة [على المساكن المشتراة لأول مرة] (على الرغم من أهمية هذا الموضوع). 

 

•عشية الانتخابات يتعين على رئيس الحكومة نتنياهو أن يوضح ما إذا كان ينوي المضي على طريق شارون، في ضوء معارضته حل الدول الواحدة وقوله إن تحقيق حل الدولتين غير ممكن حالياً.