كشفت قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة الليلة الماضية النقاب عن أن رون ديرمر قدّم إلى مبعوث الرباعية الدولية توني بلير قبل عدة سنوات وثيقة تعهد فيها بانسحاب إسرائيل إلى خطوط 1967. وكان ديرمر يشغل منصب المستشار السياسي لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
وقالت القناة إن ديرمر الذي يشغل الآن منصب السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة، قدّم هذه الوثيقة التي كانت عبارة عن "وثيقة إعلان نيات" إلى بلير خلال اجتماع عقد بينهما قبل عدة سنوات وجاء فيها أن مساحة الدولة الفلسطينية التي ستُقام في حال التوصل إلى تسوية دائمة للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني ستكون مطابقة لمساحة المنطقة التي احتلتها إسرائيل سنة 1967.
وأضافت القناة أن الوثيقة قدمت في الفترة التي سبقت بدء المفاوضات المباشرة بين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وأشارت إلى أن التعهد الوارد فيها يتناقض مع التصريحات العلنية التي يطلقها نتنياهو وبينها رفضه المطلق للانسحاب من القدس الشرقية وعودة اللاجئين. وأشارت إلى أن هذه الوثيقة التي تحمل توقيع ديرمر موجودة ضمن وثائق وزير الخارجية الأميركي جون كيري والتي تعتبرها الولايات المتحدة وثائق رسمية لعملية السلام لكونها كتبت ووقعت بتنسيق كامل مع إسرائيل.
وعقب ديرمر على تقرير قناة التلفزة العاشرة قائلاً إنه لم يتم الاتفاق على أي انسحاب في أي مرحلة. وأضاف أنه في ذلك الوقت كانت هناك محاولة لتحريك مفاوضات تستند إلى مبادئ المجتمع الدولي بشرط أن تحتفظ إسرائيل بحقها في التحفظ من موضوعات ليست مقبولة لديها.
ويأتي الكشف عن هذه الوثيقة بعد يومين من وثيقة سرية أخرى نشرها المعلق الصحافي ناحوم برنياع في صحيفة "يديعوت أحرونوت" (6/3/2015) وكتبت سنة 2013 أثناء الولاية الثانية لنتنياهو وحملت عنوان "اقتراح وثيقة مبادئ بشأن الوضع الدائم". وتضمنت هذه الوثيقة أهم نقاط مفاوضات سرية دارت بين المبعوث الشخصي لرئيس الحكومة المحامي يتسحاق مولخو وحسين آغا الممثل الرسمي لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وكشفت من بين أمور أخرى عن استعداد نتنياهو للانسحاب إلى خطوط 1967 مع تبادل للأراضي، وعن حل متفق عليه بشأن تقسيم مدينة القدس، وحق العودة للاجئين الفلسطينيين، وموضوع السيادة في غور الأردن.