من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•حول ماذا تدور المعركة الانتخابية فعلاً؟ لقد نسينا تقريباً أن نتنياهو أعلن لدى تقديم موعد الانتخابات أنه سيكافح من أجل تغيير أسلوب الحكم. بعد فترة برز نقاش آخر هو: من هو صهيوني؟، من دون أن نتساءل ما هي الصهيونية وما مدى أهميتها اليوم. وهذا الأسبوع أراد الليكود أن يصد من بالقول إن جمعيات لا تتوخى الربح تدعم اليسار، قد تكون حصلت على أموال من متبرعين أجانب. وفي اليسار يركزون على المبالغ المالية المستردّة من إعادة زجاجات الكحول الفارغة، والتي وضعتها ساره نتنياهو في جيبها. لكن أين هي الخطة السياسية والاقتصادية؟ كلام فارغ. وقريباً سنعرف كم أنفق مكتب رئيس الحكومة على الشموع المعطّرة.
•من أجل شرح الأسباب التي جعلتنا نصل إلى هذه المعركة الانتخابية التافهة، ينبغي البحث في التوجهات العميقة السياسية والثقافية. أولاً؛ تأثير مرحلة أريئيل شارون. والرجل الذي كان يعتبر الشخصية الأكثر تطرفاً وخطورة في السياسة، أصبح رئيساً للحكومة وحظي بإجماع واسع، وأنهى مسيرته السياسية مع دعم اليسار، فأعطى انطباعاً بعدم وجود أهمية فعلية للايديولوجيا.
•ثانياً؛ برغم الوضع الأمني القابل للانفجار، وارتفاع غلاء المعيشة، وزيادة عدد الفقراء، فإن أغلبية الإسرائيليين تعمل وتسافر إلى الخارج وتتمتع بالطقس الجيّد. علاوة على ذلك، فما لم يوجد زعيم بارز من اليسار مستعد للتوصل إلى حل وسط فيما يتعلق في جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] الذي لا سلام من دونه، ولم يوجد زعيم بارز من اليمين يطالب بضم مناطق ويهدد بالأبارتهايد، فليس من المتوقع أن يتغير الوضع السياسي. وهذا ما يجعل الوقت الحالي ملائماً للنقاشات التافهة.
•ثمة سبب آخر له علاقة بالإعلام. لقد كان في إمكان صدور صحيفة "يسرائيل هيوم" [المؤيدة لنتنياهو، والتي يملكها شيلدون أديلسون، من أقطاب مالكي صالات القمار في لاس فيجاس] أن يغير النقاش العام. لكن منذ اللحظة التي تبين فيها أنها تشكل ذراعاً سياسية وتملك قوة ماليه ضخمة، تضررت مكانة سائر الصحف التي تعاني من التدهور لأسباب تقنية واقتصادية. وكانت النتيجة أن الكثير مما ينشر صار ثمرة صراع مصالح اقتصادية وسياسية بين الصحف الأساسية. والمقصود هنا مصالح خفية، لكن الجمهور يعرفها، مما أدى إلى تأكل مكانة الصحف وخسارة ساحة أساسية للنقاش.
•لكن السبب الأساسي [لتفاهة المعركة الانتخابية الحالية] يعود إلى التراجع الثقافي الذي تعود بدايته إلى مطلع التسعينات مع بدء العمل بالقناة الثانية التلفزيونية وانفتاح إسرائيل على العالم، إذ بدلاً من الامتزاج المثمر مع ثقافة العالم المتحضر، تبنينا بصورة أساسية سطحية الثقافة الأميركية.
•إن التدهور الثقافي هو الذي أدى إلى مثل هذه المعركة الانتخابية التي تُدار مثل برامج القناة الثانية، حيث يحاول معدو البرنامج تقديم أكبر قدر ممكن من الموضوعات المثيرة للجمهور. والجمهور يشاهد وربما يتحمس للحظة، ولكنه لا يلبث أن يمضي قدماً بانتظار أن تتضح الحقائق.