من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
قال وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان في ندوة مغلقة في جامعة تل أبيب بالأمس (الثلاثاء)، إنه من دون تسوية سياسية فإن علاقات إسرائيل بالاتحاد الأوروبي ستتدهور مما سيلحق ضرراً كبيراً بالاقتصاد. وأضاف: "انظروا إلى ما يجري الآن في روسيا" ملمحاً إلى العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على موسكو، وتابع: "إذا لم نقدم مبادرة سنواجه تسونامي سياسياً". وانتقد ليبرمان بشدة نتنياهو ورأى أن توجهه السياسي الذي يقدس الستاتيكو قد فشل.
جاء كلام ليبرمان في ندوة مغلقة عقدها المنتدى الأكاديمي لرجال الأعمال في جامعة تل أبيب برئاسة رجل الأعمال أمنون ديك شارك فيها بضع عشرات من كبار رجال الأعمال بينهم مدير مصرف إسرائيل السابق يعقوب فرنكل.
وعلى عكس نتنياهو قدم ليبرمان توجهاً أكثر براغماتية وشدد على أهمية العلاقات مع أوروبا وعلى الضرر البالغ الذي يمكن أن يلحق بهذه العلاقات إذا لم يجر الدفع قدماً بتسوية سياسية، وقال: "يتعين علينا التوصل إلى تسوية سياسية، ليس بسبب الفلسطينيين والعرب بل من أجل اليهود، فهذا أمر مهم لعلاقاتنا بالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، فأكبر سوق بالنسبة إلينا هو الاتحاد الأوروبي سواء من ناحية التصدير أو الاستيراد. إنني راض عما فعلناه مع الصينيين، فالتجارة معهم تشهد نمواً، لكن في النهاية يبقى الاتحاد الأوروبي أكبر سوق بالنسبة إلينا".
ورأى ليبرمان أنه من الخطأ اعتقاد أنه يمكن المحافظة على علاقات اقتصادية جيدة عندما تكون العلاقات السياسية متدهورة. وعرض على المشاركين في الندوة خطته السياسية بشأن تسوية إقليمية تقدم حلاً للمشكلة الفلسطينية وللعلاقات مع دول عربية ولمشكلة العرب في إسرائيل فقال: "يجب التوصل إلى تسوية مع محيطنا، وعندما نتوصل إلى تسوية إقليمية نستطيع أن نخصص موارد أكبر للبحث والتطوير والتكنولوجيا".
وهاجم ليبرمان خطة وزير الاقتصاد نفتالي بينت الرامية إلى ضم أغلبية مناطق الضفة الغربية إلى إسرائيل قائلاً إن "خطة بينت هي دولة واحدة ثنائية القومية. يقول بينت إنه لن يتخلى عن أي شبر ولن يقدم أي تنازل. وهو يطالب بالسيادة الإسرائيلية على المنطقة ج. لكن هناك فرقاً بين الأمنيات والواقع، فمثل هذا الطرح ستكون له انعكاساته على المجتمع الدولي، وسيؤدي إلى أزمة مع العرب ومع العالم العربي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي." وتابع: "لا اريد دولة واحدة لشعبين، بل دولة يهودية قوية".
وانتقد ليبرمان زعيم حزب العمل يتسحاق هيرتسوغ فقال: "ما يقترحه حزب العمل تسوية مع الفلسطينيين بأي ثمن. لا مجال لتسوية بأي ثمن ولا لاتفاق فقط مع الفلسطينيين، بل تسوية إقليمية تشمل الفلسطينيين ودولأً عربية والعرب في إسرائيل. وأعتقد أن في الإمكان تحقيق هذه الفكرة بعد أربعة أشهر".
ولدى سؤال ليبرمان عن رأيه في إخلاء المستوطنات في الضفة الغربية كجزء من اتفاق سلام أجاب أن المشكلة الجغرافية قابلة للحل، فحدود إسرائيل في أي اتفاق مستقبلي مع الفلسطينيين يجب أن تشمل الكتل الاستيطانية الكبرى التي يجب أن تبقى تحت السيادة الإسرائيلية وأضاف: "من الواضح للجميع أنه سيجري تبادل للأراضي. ففي قمة كامب ديفيد جرى الحديث بوضوح عن كتل المستوطنات وكذلك في قمة أنابوليس. فهذا جزء من الحل المنشود. لكن من المحتمل أن نضطر إلى إخلاء مستوطنات معزولة، فقد سبق أن أخلينا غوش كطيف".
وفي سياق كلامه انتقد ليبرمان الطريقة التي أديرت فيها العلاقات مع الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة والانتقادات الحادة التي وجهها عدد من الوزراء الكبار في الحكومة الإسرائيلية إلى الإدارة الأميركية فقال: "هناك خلافات مع الولايات المتحدة، وقد تعلمنا أن نعالج ذلك بعيداً عن الاعلام وبصورة محترمة. قبل أسبوعين وافق الكونغرس على ميزانية الولايات المتحدة، وتتضمن مساعدة عسكرية أميركية لإسرائيل بمقدار 3.1 مليارات دولار بالاضافة إلى 600 مليون لتطوير القبة الحديدية. لا اجد بديلاً من هذا". وتابع "في اليوم الرابع والعشرين من العملية الأخيرة ضد غزة نفذت ذخيرتنا. فمن الذي زودنا بها؟ الأميركيون. هذا من دون الحديث عن الاستثمار في القبة الحديدية. والآن نحن نطالبهم باستخدام الفيتو. لا يمكن أن نطالب الأميركيين بمساعدتنا باستخدام الفيتو ومساعدتنا عسكرياً والتصويت إلى جانبنا. إن المس بهذه الصداقة سيكون له نتائج سياسية وأمنية واقتصادية. لذا يجب علينا أن ندرك حجمنا الطبيعي وكيف علينا أن نتصرف مع أصدقائنا عندما لا يتفقون معنا".