إعادة الأمن إلى القدس تكون بتطبيق سياسة الفصل لا بالاستفزاز
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

•ليس هناك عاصمة في العالم تعيش نزاعاً عرقياً وسياسياً ودينياً يشبه ما تعيشه عاصمة إسرائيل القدس، خاصة بالنسبة لأهمية الحرم [القدسي الشريف] في الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني. لقد أدركت الحركة الوطنية الفلسطينية أن الكفاح ضد الصهيونية يبدأ وينتهي في "الحرم الشريف" المكان المقدس الثالث بالنسبة للإسلام الذي يحظى بإجماع عربي على حمايته. ولما كان جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] هو أيضاً المكان الأكثر قداسة بالنسبة لليهود، فإن أي تسوية يجب أن تأخذ في الاعتبار هذه المكانة الخاصة.

•من هنا الأهمية الشديدة لإعادة الأمن إلى القدس بالنسبة إلى إسرائيل، ولمنع انتقال النزاع من إطاره السياسي الضيق بيننا وبين الفلسطينيين، إلى إطار ديني واسع يشمل العالم الإسلامي الحساس جداً لما يحصل في القدس. ومن هنا الأهمية الكبيرة لمنع الإرهاب، والحؤول دون وقوع الاضطربات، وإعادة الأمن إلى السكان اليهود في القدس، ومنع الاستفزازات في جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف].

•منذ توحيد المدينة لم تنجح حكومات إسرائيل المتعاقبة في منح نحو 300 ألف فلسطيني- قرابة ثلث سكان القدس- الإحساس بأنهم سكان متساوون في الحقوق. فالبلدية والسلطات الحكومية تواصل إهمالها للأحياء العربية وتتعاطى الشرطة معهم بصورة مختلفة. وعملياً، تنازلت إسرائيل عن سيادتها على القسم العربي من المدينة الذي تبلغ مساحته نحو 40% من مساحة القدس.

•لذا يتعين على الحكومة الجديدة التي ستتشكل وعلى البلدية كذلك، أن تستعيد سيطرتها على القسم الشرقي من القدس. ومن أجل اعادة الأمن إلى السكان اليهود في القدس آن الأوان لتطبيق الفصل الأمني، مثلما فعلنا في مسألة الجدار في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، حيث تقلص الإرهاب بصورة كبيرة. فالبوابات في الجدار تساعد في مراقبة السيارات والسكان الفلسطينيين. كما تعمل أجهزة الأمن والشرطة والسلطات الحكومية من جانبي الجدار، من أجل تعزيز سيطرتنا على المنطقة. إلى جانب ذلك، يجب اصدار تعليمات واضحة تقضي بمنع زيارة الإسرائيليين إلى الحرم بهدف الاستفزاز.

•ومن أجل إعادة الهدوء إلى عاصمة إسرائيل، يجب البدء في إعادة الأمن. ومن خلال تجربتي في الجيش الإسرائيلي وفي الموساد وفي المفاوضات مع الفلسطينيين، أعرف أن لا سلام من دون أمن، وأن إعادة الأمن خطوة ضرورية قبل أي تسوية محتملة بيننا وبين الفلسطينيين.

•إن حل النزاع مع الفلسطينيين هو من خلال المفاوضات وليس من خلال استخدام القوة فقط (وقد أخطأت إسرائيل لأنها لم تستخدم عملية الجرف الصامد من أجل استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين). وبناء على ذلك، نوصي الحكومة التي سيجري انتخابها بتبني المبادرة العربية مع التعديلات المطلوبة كأساس للتسوية. كما يتعين على هذه الحكومة استئناف المفاوضات والسعي إلى تحقيق التوصل إلى اتفاق له مزايا إقليمية مع دول عربية أخرى.

 

•ومن أجل هذا الغرض، من الضروري عقد مؤتمر شرق أوسطي بالتعاون مع المجتمع الدولي، يُعنى باستئناف العملية السياسية ويدفع بها قدماً. ونحن مواطني إسرائيل يجب أن نطالب المتنافسين في الانتخابات بتقديم خطة عملية لتعزيز الأمن في القدس ولاستئناف المسيرة السلمية.

 

 

المزيد ضمن العدد 2031