•في ظل غياب رواية إسرائيلية بشأن حادثة تحليق الطيران الإسرائيلي لا يبقى إلا الاعتماد على الوصف السوري الذي قدم صورة غريبة جداً للحدث، هي اختراق طائرات سلاح الجو الإسرائيلي بشكل مدوّ لشمال سورية في منتصف الليل. ينبغي أن يكون هناك، خلف هذا الاستعراض الجوي، سبب يبرر، قبل أي شيء، المجازفة بحياة الطيارين. كما ينبغي أن يكون هناك مبرر أكبر يجيز الإقدام على مجازفة اندلاع حرب على الحدود الساخنة.
•لماذا حلقت الطائرات الإسرائيلية هناك؟ من غير المعقول أن يكون أحد ما قرر فجأة أنه يود أن يصوّر شمال سورية أو العراق أو مناظر أخرى خلال الليل. كما أن محاولة تفسير هذه الخطوة بأنها تهدف إلى "تفحص يقظة" نُظم الدفاع السورية غير منطقية، في الوقت الذي ينتشر فيه معظم الجيش السوري في مواجهتنا، لا في تلك المنطقة المتاخمة للحدود مع تركيا.
•ما زالت حكومة إسرائيل تلتزم، إلى الآن، سياسة ضبابية بشأن ما حصل. أحياناً تهدف الضبابية إلى إخفاء عمليات إستراتيجية مهمة وجعل الخصم يتخبط في حالة من عدم الفهم. لكنها تهدف أحياناً أخرى إلى إخفاء قرارات إشكالية ومجازفات غير مدروسة ومغامرات. وحيث أننا عاجزين عن معرفة ما يختبئ خلف هذا التحليق لا يبقى أمامنا إلا أن نأمل بأن من الممكن الاعتماد على الأشخاص الذين قرروا القيام به. إن وزير الدفاع إيهود باراك شخص ذو تجربة غنية، ورئيس هيئة الأركان العامة غابي أشكنازي إنسان مهني متميز، وربما يكون رئيس الحكومة إيهود أولمرت، أصبح أكثر نضجاً بعد صدور تقرير فينوغراد (الجزئي).