من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•في أيار/ مايو 1967 لم يكن أي شخص في الشرق الأوسط يرغب في الحرب عندما بدأ التوتر بين مصر وإسرائيل. ومع ذلك فقد اندلعت الحرب في حزيران/ يونيو. وقد فسرت إسرائيل سلسلة النشاطات التي قام بها الرئيس المصري جمال عبد الناصر على أنها إعلان حرب لأنها انطوت على "سبب للحرب" بحسب ما قررته القيادة الإسرائيلية. ومن غير الواضح هل ستُفسر دمشق خطوات إسرائيل في الفترة الأخيرة بصورة مغلوط فيها، في الوقت الذي يزداد فيه تفاقم التوتر بين الدولتين؟
•لم يكن هناك أي سبب عملاني ملح وحيوي لتحليق الطائرات الحربية فوق شمال سورية في منتصف الليل، على افتراض أن تحليقاً كهذا تم فعلاً كما يعلن السوريون، مع أن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي يتجاهل ذلك بصورة غير معهودة. إن من قرر إرسال الطائرات وأصدر الأوامر للطيارين باختراق حاجز الصوت واع جيداً لمستوى التوتر العالي، ويفهم جيداً دلالة اختراق المجال الإقليمي السوري وإمكان ألا يكتفي السوريون برد كلامي. ومن السهل تقدير ما ستكون عليه ردة فعل إسرائيل لو أن طائرات حربية سورية اخترقت مجالها الجوي واخترقت حاجز الصوت فوق حيفا.
•يجدر الإصغاء إلى ردة فعل وزير الإعلام السوري محسن بلال الذي قال أمس: "إن سورية لا تثق بإسرائيل التي أثبتت أنها معنية بالعدوان لا بالسلام"، ويجب عدم الاستخفاف بدلالتها. إذا اقتنعوا في دمشق بأن نية إسرائيل هي مهاجمة سورية فقد يقرروا أن لا مهرب من ضربة استباقية. لا يعني ذلك أن الحرب ستندلع غداً، لكن إذا كان قادة الجيش الإسرائيلي يعتقدون أن في إمكانهم دائماً التحكم بدفة الأمور في منطقتنا، والسيطرة على مستوى التوتر مع سورية، فعلى الأرجح أن تدهمهم مفاجآت غير متوقعة.
•إن قوة الردع لدى الجيش الإسرائيلي لا تُرمم باختراق حاجز الصوت فوق اللاذقية. إذا اندلعت حرب فالاحتمال الأكبر هو ألا يحاول السوريون إرسال طائرات حربية لقصف أهداف في عمق الأراضي الإسرائيلية، وعلى ما يبدو، لن يرسلوا فرق دبابات لاحتلال هضبة الجولان. إن قيادة هيئة الأركان العامة السورية تعرف جيداً أن سورية، في الحالتين المذكورتين، يمكن أن تدفع ثمناً باهظاً. الاحتمال الأرجح هو أن يستعمل السوريون قذائف وصواريخ لا يوجد في حوزة الجيش الإسرائيلي رد عليها. إن أحد دروس حرب لبنان التي أطلق مقاتلو حزب الله خلالها 4 آلاف صاروخ على الجبهة الداخلية الإسرائيلية أدت إلى شل الحياة في شمال الدولة، وهذا الأمر، [أي شل الحياة الداخلية] هو عقب أخيل الإسرائيلي، وسيعمدوا إلى استغلال ذلك. ويوجد لدى السوريين صواريخ باليستية تصل إلى كل نقطة في الأراضي الإسرائيلية، ولديهم عدد كبير من القذائف ذات المدى الأقصر التي بإمكانها ضرب شمال البلاد. وإذا اندلعت حرب من غير المستبعد أن ينضم حزب الله إلى سورية ويطلق آلاف صواريخ الكاتيوشا والقذائف الأخرى. في الأسبوع الماضي كشف وزير الدفاع إيهود باراك أن حزب الله جدّد مخزونه من الصواريخ وأن في حوزته أكثر من 20 ألف صاروخ.
•من المؤسف أن رئيس الحكومة إيهود أولمرت لم ينتهز فرصة عقد اجتماع حزب كاديما أمس لتوجيه رسالة تهدئة إلى سورية. ويعني ذلك واحد من أمرين: إما أن أولمرت مقتنع بأن السوريين لن يجرؤوا على الرد على الأعمال الإسرائيلية، أو أن هناك من يرغب في أن تندلع الحرب في هذا الصيف.