•تذكّرنا الضجة الإعلامية التي أثيرت أمس بهشاشة الواقع الجديد السائد بين إسرائيل وسورية منذ الحرب الأخيرة في لبنان. إن من شأن أي حادث أو خطأ في تقدير الموقف أو أي سوء فهم أن يؤدي، في واقع كهذا، إلى انفجار حربي كبير.
•مع ذلك فإن البيان السوري كان مفاجئاً في اعتداله. لقد صيغ بصورة محسوبة، وبرزت فيه محاولة الامتناع عن استعمال لغة ومصطلحات عنيفة وتهديدية. ينبغي الاعتراف تبعاً لذلك بأن طريقة معالجة الحادث أظهرت بشار الأسد حاكماً متزناً يبدي نضجاً ومسؤولية، وحتى اعتدالاً. وعلى ما يبدو فضل الأسد أن يحذو حذو والده بدل الانجرار خلف أصدقائه وحلفائه الإيرانيين.
•البيان السوري أعاد إلى الأذهان، نصاً وروحاً، بيانات سابقة أصدرها السوريون بعد أحداث وقعت بينهم وبين إسرائيل. وقد حذر السوريون فيها بأنهم سيردون في الزمان والمكان الملائمين، غير أنهم فضلوا الاستمرار في الحفاظ على الهدوء في المناطق الحدودية المتاخمة لإسرائيل. لكن يجب التذكير بأن الواقع السائد الآن بين سورية وإسرائيل يختلف عن الذي ساد بين الدولتين حتى الحرب الأخيرة في لبنان. وما نأمله هو أن تعرف الدولتان كيف تحتويان هذه الحادثة، إن كانت وقعت فعلاً، ويبدو أن هذه هي وجهتيهما. وينبغي على الطرفين أن يبذلا جهداً أكبر في المستقبل لمنع التدهور.