•لا يمكن أن نقوم سنة 2007، في مجال الأمن القومي الإسرائيلي، من دون أن نقارنها بسنة 2006، التي بدأت مع قائد جديد [المقصود رئيس الحكومة إيهود أولمرت]، عديم التجربة، اتخذ قراراً بشن حرب وحصل على علامة فاشل من لجنة فينوغراد والجمهور العريض. وخلال تلك السنة كان هناك وزير دفاع [عمير بيرتس] لا يفهم في الأمن مطلقاً، وإلى جانبه رئيس هيئة أركان [دان حالوتس] يفهم في القتال الجوي بصورة ممتازة، غير أنه لا يفهم بتاتاً في القتال البريّ وفي تفعيل الجيش الإسرائيلي عامة. أمّا في سنة 2007 فلدينا وزير دفاع [إيهود باراك] يفهم في قضايا الأمن، ورئيس هيئة أركان [غابي أشكنازي] يفهم في القتال البري، ورئيس حكومة أصبح ذا تجربة.
•مقارنة بسنة 2006 بدأت سنة 2007 بتفاقم الملف النووي الإيراني، وهو ذو بعد مزدوج: من جهة تواصل إيران تخصيب اليورانيوم، الذي يعتبر ضرورياً لإنتاج سلاح نووي، ومن جهة أخرى أضفى تقرير الاستخبارات الأميركية، بصورة عملية، شرعية دولية على استمرار إيران في هذه العملية، دون الخوف من التعرض لعملية عسكرية. ويمكن القول بإيجاز إن حيز حرية العمل قد تقلص أمام إسرائيل.
•في سنة 2007 جرى تقدم ملحوظ في مجال الردع الاستراتيجي، بعد أن طغت على سنة 2006 حرب لبنان الثانية، وهي الحرب الأولى التي لم ينتصر الجيش الإسرائيلي فيها (على الأقل في مستوى الوعي). في سنة 2007 استقر الردع الاستراتيجي الإسرائيلي في مقابل سورية، كما أنه تُرجم إلى أفعال (عبر العملية الجوية التي قامت بها إسرائيل، بحسب مصادر أجنبية، في 6 أيلول/ سبتمبر). وفي موازاة ذلك استعادت إسرائيل مكانتها العسكرية في نظر الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى، كما استعاد الجيش الإسرائيلي ثقة الجمهور به.
•في ضوء ذلك كله يمكن القول إن تهديدات الحرب انخفضت قبل انتهاء سنة 2007، ولم تعد الجبهتان السورية والشمالية في حالة غليان. غير أنه في الوقت نفسه استمرت، في سنة 2007، عملية تعاظم قوة سورية وحزب الله و "حماس". وقد ضاعف حزب الله مخزون صواريخه المختلفة، وتطور التعاون بينه وبين سورية. وبشكل عام توثق التعاون في المجالات كلها بين "محور الشرّ" الذي يضم إيران وسورية وحزب الله و "حماس".
•أمّا في مجال الإرهاب فإن سنة 2007 هي أيضاً، مثل سنة 2006، سنة صواريخ القسام، التي تعتبر السلاح الإرهابي الرئيسي لدى الفلسطينيين بدلاً من إرهاب الانتحاريين الذي قُمع، ولم تنجح إسرائيل حتى الآن في إيجاد جواب له.
•إن ما حدث في سنة 2007 سيجعل، بحسب تقديري، سنة 2008 سنة انتظار، وذلك بسب انتخابات الرئاسة الأميركية أيضاً. لن يحدث أي اختراق سياسي، ولن تندلع حرب في الشمال، وفي الوقت نفسه سيتواصل التهديد النووي الإيراني، وسيحسم القرار بشأن "حماس" إمّا لناحية خوض مواجهة عسكرية كبيرة، وإما للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من أي نوع كان. أمّا مسألة القيادة فتبقى في يد لجنة فينوغراد والجمهور العريض، وهذا ما سيحدث في الفترة القريبة المقبلة.