من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•يبدو أن وزراء الحكومة الإسرائيلية الحالية لم يتعلموا شيئاً من تقرير لجنة فينوغراد، الذي أشار إلى عيوب عملية اتخاذ القرارات في مجال الأمن القومي، وإلا فكيف في الإمكان تفسير موافقتهم على قرار ذي بعد استراتيجي من دون أن تكون في حيازتهم معلومات كافية وموثوق بها؟ إن المقصود هو القرار الذي اتخذته اللجنة الوزارية المصغرة للشؤون السياسية - الأمنية، في مطلع الأسبوع الماضي، وصادقت فيه على ميزانية تطوير منظومة "القبة الحديدية" لإسقاط صواريخ القسام والكاتيوشا [القصيرة المدى].
•صحيح أن أعضاء لجنة فينوغراد تطرقوا إلى قرار شن حرب لبنان الثانية، غير أن الأخطاء التي أشاروا إليها تكررت في قرار اللجنة الوزارية المصغرة هذه المرة. ففي جلسة تلك اللجنة عُرض بديل واحد فقط اختارته المؤسسة الأمنية بين بضعة بدائل جديدة. ولذا لم تتوفر لوزراء اللجنة معلومات كافية تمكنهم من المفاضلة بين تلك البدائل.
•بناء على ذلك لم يدرك وزراء اللجنة المصغرة ما الذي عليهم السؤال عنه بشأن هذه المنظومة، تماماً مثلما لم يدركوا ما الذي يجب سؤال رئيس هيئة الأركان العامة عنه فيما يتعلق بالمداولات التي سبقت شن الحرب في لبنان.
•هل يدرك أي وزير من اللجنة المصغرة، مثلاً، أن تكلفة هذه المنظومة أكبر من التكلفة التي عرضت عليهم؟ وأن ثمن كل صاروخ مضاد للصواريخ يمكن أن يبلغ ثلاثة أضعاف المبلغ الذي عرض عليهم؟ هل سأل أي وزير منهم ما هو المنطق الكامن وراء إطلاق صاروخ تبلغ كلفته 100 ألف دولار لإسقاط ماسورة تبلغ تكلفتها 5 دولارات فقط؟
•هناك شك كبير فيما إذا أدلى أحد وزراء اللجنة المصغرة برأيه في مسألة الشظايا؛ إذ من المعروف أن صاروخ "القبة الحديدية" سيحول صاروخ القسام، إذا نجح في إصابته، إلى شظايا، وستواصل هذه الشظايا طريقها نحو الهدف، ومن شأن كل شظية منها أن تقتل.
•إن الأخطر من كل ذلك هو أن وزراء اللجنة المصغرة ينساقون، عن سابق معرفة، مع تضليل الجمهور في النقب الغربي. فعندما يعلن وزير الدفاع، إيهود باراك، أنه "ستكون في حيازة إسرائيل، في غضون بضعة أعوام، منظومة حماية ضد 90% من عمليات إطلاق الصواريخ"، ويهز وزراء اللجنة المصغرة رؤوسهم، فإنهم يتصرفون كما تصرفوا تماماً مع رئيس هيئة الأركان العامة السابق، دان حالوتس، عندما وعد بأن يقضي على قوة حزب الله خلال أيام معدودة بواسطة قوة سلاح الجو فقط. ومثلما أنه لم يكن ممكناً تحقيق الهدف الذي أشار حالوتس إليه، فليس في الإمكان تحقيق أمنية باراك فيما يتعلق بالدفاع في مقابل القسام.