•قررت الحكومة الإسرائيلية، في جلستها التي عقدت أول من أمس [23/12/2007]، أن تخصص مبلغ 811 مليون شيكل [نحو 210 ملايين دولار] في الأعوام الخمسة المقبلة، لمنظومة "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ القصيرة المدى.
•إن كثيرين من الأشخاص الذين يشككون في قدرة منظومة "القبة الحديدية"، ومنهم كاتب هذه السطور، لا يمتلكون معرفة تكنولوجية كافية بشأنها، ولذا لا يبقى أمامهم سوى أن يقتبسوا ما يقوله منافسون في هذا المجال، فيما يتعلق بالقدرات التكنولوجية على إسقاط الصواريخ القصيرة المدى.
•بناء على ذلك فإننا نؤكد أنه إذا كان هناك ذرة من الحقيقة في مزاعم مؤيدي منظومة "ناوتيلوس" العاملة بأشعة الليزر [وهي منظومة أخرى مضادة للصواريخ القصيرة المدى] ضد منظومة "القبة الحديدية"، فليس هناك أي منفعة ترجى من الأموال والوقت اللذين سيهدران على هذه المنظومة الأخيرة.
•حتى لو قُيّض لـ"القبة الحديدية" أن تصبح "المنظومة الأفضل في العالم"، بفضل العقول النيرة والقدرات الفائقة لرجال "رفائيل" [سلطة تطوير الوسائل القتالية في إسرائيل]، فلن يكون في إمكانها أن تقدم حلاً مطلقاً أو بعيد المدى لخطر الصواريخ القصيرة المدى التي تُطلق من المناطق [المحتلة]، وبالتأكيد ليس في إمكانها أن تؤثر في أهمية هذه الصواريخ من الناحيتين التكتيكية والاستراتيجية.
•إن إعلان "القبة الحديدية" ما هو إلا خطوة يائسة أخرى لمجتمع يصر على التمسك بـ"وهم الأمن المطلق"، ولحكومة تغدق على مواطنيها الوعود الكاذبة بحل سحري تكنولوجي، بدلاً من أن تواجه الواقع باستقامة. وما دمنا نبتلع هذا الطعم فما من سبب وجيه يضطر الحكومة إلى أن تتصرف على نحو مغاير.