•أعادت تصريحات وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني [بشأن تقاعس مصر حيال تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة] إدراج موضوع علاقات مصر وإسرائيل عامة، ومشكلة عمليات تهريب الأسلحة في محور فيلادلفي خاصة في جدول الأعمال العام.
•لقد سبق أن أقرت خطة الانفصال [عن قطاع غزة] بقاء محور فيلادلفي خاضعاً للسيطرة الإسرائيلية إلى أن "يتم إيجاد تسوية أمنية أخرى". لكن بعد مرور عام واحد فقط ارتكبت إسرائيل خطأين: الأول - أنها اكتفت بإجراء مفاوضات بشأن زيادة عدد القوات المصرية، بدلاً من أن تصر على اتباع نظام أمني صحيح يشمل إخلاء مئات المباني من على جانبي الحدود. والخطأ الثاني هو الانسحاب الإسرائيلي الأحادي الجانب من محور فيلادلفي، إذ إنه بعد هذا الانسحاب ما عاد ممكناً الحصول على أي مقابل.
•ظاهرياً لمصر مصلحة في منع عمليات تهريب الأسلحة إلى غزة، غير أنها ليست معنية، على المستوى الاستراتيجي، بأن ينتهي النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، ويعود ذلك إلى ثلاثة أسباب:
•السبب الأول هو أن الطريق لتستعيد مصر مكانتها كزعيمة للعالم العربي، التي سبق أن خسرتها في حرب 1967، تكمن في إعادة إسرائيل إلى "حجمها الطبيعي" لا من الناحية الجغرافية فقط. أما السبب الثاني هو أن استمرار النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني يعد الذريعة الأفضل لعدم دفع الإصلاحات الديمقراطية الداخلية قدماً، وهي الإصلاحات التي تضغط الولايات المتحدة على مصر من أجل القيام بها. والسبب الثالث هو أن العالم سيظل بحاجة إلى الوساطة المصرية ما دام النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني قائماً، وهو ما يمنحها رصيداً دولياً.
•يجب أن ندرك العجز المصري في كل ما يتعلق بعمليات تهريب الأسلحة إلى غزة على خلفية هذه الأسباب الثلاثة. ما الذي يمكن عمله؟ إن الأزمة التي أثارتها وزيرة الخارجية هي خطوة صحيحة، لكن من شأن الولايات المتحدة فقط أن تقوم بخطوة فاعلة تؤثر في سلوك مصر. إن موقفاً أميركياً أشد حزماً هو شرط لتغيير الوضع في محور فيلادلفي.
•إن اتفاق السلام مع مصر هو رصيد مهم ويجب أن نحافظ عليه، لكن مع هذا، لا يجوز أن نكون واهمين بشأن سؤال "ما الذي ترغب فيه مصر فعلاً؟"