أولمرت في امتحان فينوغراد
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•قال وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، مؤخراً، إن العلاقات الشخصية بين رئيس الحكومة، إيهود أولمرت والرئيس الأميركي، جورج بوش، هي رصيد لإسرائيل. ويُعد هذا الإطراء من خصم سياسي يخطط لإطاحة أولمرت والحلول محله في كرسي رئاسة الحكومة خلال الانتخابات المقبلة، أمراً ينطوي على دلالة مهمة.

•في واقع الأمر نشأت بين أولمرت وبوش علاقة صداقة متينة للغاية، وقد خطط الاثنان ونسقا فيما بينهما موضوع المفاوضات مع أبو مازن، والتزام أولمرت الانسحاب إلى حدود 1967 على أساس تبادل الأراضي، ومناقشة جوهر النزاع بمرور الوقت. بعد ذلك جاء دور مؤتمر أنابوليس، الذي اعتبره الكثيرون ناجحاً بسبب العدد الكبير لمندوبي الدول المشاركة فيه، بما في ذلك الدول الإسلامية المعتدلة. وسيقوم بوش، في التاسع من كانون الثاني/ يناير المقبل، بزيارة إسرائيل لثلاثة أيام.

•غير أن التسرع وعدم الحكمة، اللذين ميزا أولمرت بسبب اعتماده الأعمى على دان حالوتس [رئيس هيئة الأركان العامة السابق]، جرا إسرائيل إلى حرب لبنان الثانية، التي حسمت عملياً مصير أولمرت باعتباره زعيماً فاشلاً. وقد سارع باراك إلى السيطرة على حزب العمل متوقعاً أن تؤدي لجنة فينوغراد [التي تتقصى وقائع حرب لبنان الثانية] إلى إطاحة أولمرت، وتقريب موعد الانتخابات إلى سنة 2008.

•لم يقوّم خصوم أولمرت، بصورة صحيحة، قدرته على أن يستخلص الدروس من فشله في الحرب، ولا إصراره على أن يصلح الأخطاء بسرعة. وقد حدثت الانعطافة الدراماتيكية في وضعه بعد قصف المنشأة في سورية يوم 6 أيلول/ سبتمبر 2007.

•من المتوقع أن تنشر لجنة فينوغراد استنتاجاتها النهائية بعد زيارة بوش لإسرائيل بخمسة أيام. ويسود تقدير أن اللجنة ستترك للجمهور العريض الحكم على استنتاجاتها. غير أن من شأن ذلك أن يؤدي إلى المطالبة باستقالة جميع الذين يشغلون مناصب عليا، بمن فيهم رئيس الحكومة. 

•إذا كانت لجنة فينوغراد قد أخذت في اعتبارها العملية العسكرية الإسرائيلية في سورية وما سبقها، وكيف كان أداء أولمرت في الحلبتين الداخلية والخارجية، وهو ما فعلته اللجنة، على حد علمنا، فإن الاستنتاج المنشود من ذلك هو أن رئيس الحكومة استخلص الدروس المطلوبة من الفشل في حرب لبنان الثانية.

 

•سترتكب لجنة فينوغراد خطأ فادحاً إذا ما خرجت باستنتاج قاسٍ يرمي برئيس حكومة أصبح أداؤه ناضجاً إلى جب الأسود ويدفع الدولة إلى فوضى سياسية عارمة.

 

 

المزيد ضمن العدد 355