لا ينقصنا فيتنام ثانية في غزة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•هناك زعيمان شجاعان تطلعا إلى إحراز اتفاق بيننا وبين الفلسطينيين ومنيا بفشل ذريع. الأول هو أريئيل شارون، الذي أخلى مستوطنات غزة بصورة أحادية الجانب ومن دون اتفاق [مع الفلسطينيين]، والثاني هو جورج بوش، الذي ضغط على الفلسطينيين كي يجروا انتخابات ديمقراطية من أجل إقامة حكم مستقر [وأسفرت عن فوز حركة "حماس"]. كلاهما لم يأخذ في الاعتبار المثل القائل: إن الطريق إلى جهنم مرصوف بالنيات الحسنة.

•أدى انتصار "حماس" إلى حرب أهلية هي الأكثر وحشية في منطقتنا، وجعل غزة قاعدة للإرهاب ضد إسرائيل. فمنذ أن أطلق أول صاروخ قسام سنة 2001 وحتى الآن، سقط في إسرائيل 5900 صاروخ وقذيفة. وخلال هذه الفترة لقي 18 إسرائيلياً مصرعهم وأصيب 600 آخرون بجروح.

•لقد درس أريئيل شارون، قبل أن يصاب بجلطة دماغية بفترة قصيرة، خيار القيام بقصف جوي مكثف على المناطق التي تطلق منها صواريخ قسام، غير أنه عدل عن ذلك لإدراكه أن من شأن قصف سكان مدنيين أن يفضي به إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي.

•لا يزال هذا الخيار في أيامنا الحالية، خلافاً لما يبدو للبعض، غير سهل قط، إذ لا يمكن شن حرب في منطقة مزدحمة بالسكان من دون تأييد الرأي العام العالمي. ومثل هذا التأييد لن يحدث بسبب جندي مختطف و 18 قتيلاً خلال بضعة أعوام.

 

•في هذه الأثناء يكتفي وزير الدفاع، إيهود باراك، ورئيس هيئة الأركان العامة، غابي أشكنازي، بعمليات محددة داخل غزة وبتشديد العقوبات الاقتصادية. ففي الإمكان أن تعرف كيف تبدأ عملية عسكرية واسعة النطاق، لكن يستحيل أن تعرف متى تنتهي وكيف، وكم من الدماء ستُسفك فيها. لقد سبق أن خضنا حرب فيتنام خلال حرب لبنان الأولى [1982] ولسنا بحاجة إلى حرب فيتنام ثانية في غزة.