لمن يسلم القطاع بعد حرب غزة؟
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

•أين سنقيم معسكرات الاعتقال عندما نعود إلى قطاع غزة؟ هل نقيمها داخل القطاع أو خارجه؟ وماذا بشأن وحدات الحكم العسكري، هل سنعود إلى وضع [ما بعد حرب حزيران/ يونيو] 1967 ونعيدها إلى القطاع؟ وماذا بشأن المدارس خلال فترة الاحتلال؟ ومن سيدير المستشفيات ويشرف على رخص السير؟ - هذه الأسئلة وغيرها لا تطرح عشوائياً، وإنما تُبحث في داخل الغرف المغلقة في مختلف أجهزة الأمن الإسرائيلية، سوية مع قائمة طويلة من القضايا الأخرى.

•يتضح، من لحظة إلى أخرى، أن الجميع [في إسرائيل] يرغبون في أن يكونوا على أتم استعداد للحرب المقبلة، وهي حرب غزة. صحيح أن المؤسسة السياسية لم تعط، حتى الآن، ضوءاً أخضر للقضاء على سلطة "حماس" في غزة، إلا إن المؤسستين الأمنية والسياسية على قناعة تامة بأن هذه الخطة باتت قريبة للغاية، نظراً إلى أن إطالة مدى صواريخ "حماس"، حتى تصل إلى كريات غات وأشدود ونتيفوت وأوفكيم [جنوب إسرائيل]، أصبحت مسألة وقت فقط (بضعة أشهر)، وأن المفاوضات أو الهدنة مع "حماس" ليستا خياراً مطروحاً، وأن الحل العسكري هو الوحيد الباقي.

•إن الجدول الزمني بدأ يتضح أيضاً، إذ توجد لدى الجيش منذ الآن أوامر بالاستعداد لدخول قطاع غزة، والغاية حالياً هي استكمال الترتيبات والتحضيرات في أسرع وقت ممكن.

•إن المسؤولين جميعهم، في الجيش الإسرائيلي والمؤسسة السياسية والإدارة المدنية وجهاز الأمن العام ووزارة الدفاع واثقون بأن هذا السيناريو هو ما سيحدث، عاجلاً أو آجلاً، حتى إن وزير الدفاع، إيهود باراك، أعلن بكل وضوح أنه "لن يكون أمامنا مفر، وسنضطر إلى دخول غزة".

•ما يضايق هذه الأجهزة كافة هو مسألة ماذا سيحدث في اليوم التالي لحرب غزة؟ ويعكف خبراء وباحثون ومحللون في المؤسسة السياسية الإسرائيلية على دراسة أسئلة من قبيل: كيف سننهي الحرب المقبلة؟ ما هي الأهداف التي يجب تحديدها لهذه الحرب؟ من هي الجهة التي ستنقل إسرائيل منطقة القطاع إليها، هل هي أبو مازن أو مجلس الأمن أو الولايات المتحدة؟

 

•في هذه الأثناء لا تكف آلة التسلح والتحصين في غزة عن العمل. السؤال الكبير المطروح الآن هو: متى تشعر "حماس" بأنها مستعدة بما فيه الكفاية كي تمتص بنجاح دخول الجيش الإسرائيلي إلى قطاع غزة، وكي تجبي منه ثمناً باهظاً يؤدي إلى وقف العملية العسكرية؟ وتؤكد المصادر المختصة، والتي تتابع موضوع بناء قوة "حماس" العسكرية، أن الحركة قادرة الآن على امتصاص ضربة عسكرية والحفاظ على بقائها من بعدها. وهناك قناعة لدى هذه المصادر كافة بأنها ستستكمل خطط التسلح والتحصين وبناء قوة الردع الباليستية في مواجهة إسرائيل خلال سنة 2008.