الاتفاق الذي يسمح لإيران بأن تصبح دولة على عتبة السلاح النووي انعكاساته خطيرة
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

•يبدو الرئيس أوباما مصراً على التوصل إلى اتفاق مع إيران، حتى لو كان الثمن التنكّر لتعهداته أمام العالم بعدم السماح لإيران بالتحول إلى قوة نووية. وفي ضوء الموقف غير القابل للتنازل من جانب نظام الملالي في طهران الذي يشعر باليأس الأميركي، فمن المتوقع أن يؤجل تاريخ 24 تشرين الثاني/ نوفمبر كموعد نهائي لإنهاء المحادثات بين ممثلي الدول الست الكبرى والإيرانيين. وفي هذه الأثناء ستواصل أجهزة الطرد المركزي في إيران عملها فيما الجميع مشغول بمفاوضات عقيمة.

•لقد سخر الإيرانيون من جهود الولايات المتحدة بما في ذلك طلبها التنسيق معهم في محاربة داعش. ففي خطاب ألقاه آية الله خامنئي فوق لافتة حملت عبارة: "أميركا لا تستطيع أن تفعل شيئاً"، تفاخر خامنئي بأن مساعي "الشيطان الأكبر" لتركيع إيران فشلت، وأن الرئيس أوباما يفتقر إلى الشجاعة المطلوبة للدخول في مواجهة عسكرية. في حين وصف علي يونسي، وهو من كبار مستشاري الرئيس روحاني، أوباما، بأنه " الرئيس الأميركي الأضعف" وأن ولايته كانت "مهينة".

•لكن على الرغم من ذلك، تواصل الإدارة الأميركية توسلها وتذللها للإيرانيين كي ينضموا إلى الحرب على داعش، مما يؤدي إلى المزيد من تقويض الثقة بالولايات المتحدة لدى الدول السنية المعتدلة التي تعتبر حليفة لواشنطن.

•وفيما وافقت الدول العظمى على السماح للإيرانيين بالاحتفاظ بـ1000 جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم، ترفض إيران تفكيك نحو 19 ألف جهاز لديها، وهي تستطيع ان تتحول إلى قوة نووية خلال أشهر، في حين ألمحت الولايات المتحدة إلى استعدادها للتوقيع على صفقة تمدد فترة هذا التحول إلى سنة، الأمر الذي من الصعب أن يؤدي إلى تهدئة النفوس.

•صحيح أن نتائج المفاوضات على اتفاق نووي ستكون لها انعكاساتها على مجمل عواصم العالم، إلا أن إسرائيل هي التي ستكون الأكثر تأثراً، فالنظام الإيراني يعلن على رؤوس الأشهاد تعهده بالقضاء على الدولة اليهودية. وفي الوقت الذي نشرت فيه رسالة أوباما المتوسّلة، نشر آية الله خامنئي تغريدة على تويتر أعلن فيها أن الطريقة الوحيدة لوقف "الجرائم الإسرائيلية" هي من خلال "القضاء على النظام البربري الإسرائيلي الذي يشبه الذئب قاتل الأطفال".

•بعد الضغط، ونشر الرسالة التي بعث بها أوباما إلى خامنئي، تراجع الرئيس الأميركي وأعلن أن "الأولوية لديه في ما يتعلق بإيران، هي بالتأكيد منعها من الحصول على سلاح نووي". لكن حتى المساعدون المقربون من الرئيس يشككون في مصداقية رئيسهم.

•ما يزال مفتاح الحل في يد الولايات المتحدة، وفوز الجمهوريين الساحق في الانتخابات يبعث على شيء من الأمل. فالرئيس الجديد للأغلبية في الكونغرس ميتش ماكونيل، سبق له أن أعلن أن مجلس الشيوخ يتعهد "بأن أي اتفاق شامل يتعلق بالمشروع النووي الإيراني يجب أن يحافظ على الأمن القومي للولايات المتحدة، ويعترف بالدفاع عن إسرائيل بوصفها شريكاً أمنياً لدولتنا". 

 

•لكن إذا كانت الرغبة اليائسة للولايات المتحدة بعدم التورط في مواجهة ستسمح لدولة الإرهاب الإيرانية بالحصول على وضع دولة على عتبة السلاح النووي، فإن مثل هذا الأمر ستكون له انعكاساته الخطيرة البعيدة الأمد.

 

 

المزيد ضمن العدد 2016