بعد التقرير الأميركي.. تراجعت مشروعية الخيار العسكري
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•يعتبر نشر تقرير أجهزة الاستخبارات الأميركية، الذي قلّل خطورة المشروع النووي الإيراني، من صنف التطورات التي يميل رجال الاستخبارات إلى تسميتها بـ"الحدث المؤسِّس". ففي العام الماضي بنت إسرائيل آمالاً بأن تقوم الولايات المتحدة بالعمل الأسود بالنيابة عنها، أي أن يقوم الرئيس الأميركي جورج بوش بإزالة الخطر النووي الذي يتهدد إسرائيل قبل أن يسلم مهمات منصبه لخلفه. وفي الإمكان القول، استناداً إلى أحاديث أجريتها أمس مع عدد من المسؤولين رفيعي المستوى في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، إن هذه الآمال وضعت على الرف الآن.

•تواجه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية الآن معضلتين هما: هل في إمكان إسرائيل أن تقدّم أي معلومات تثبت للأميركيين خطأ تقديرهم؟ وما هي السياسة الجديدة التي يتعين على إسرائيل أن تتبعها بشأن المسألة الإيرانية؟

•علمت إسرائيل بأمر التقرير الأميركي قبل صدوره بأكثر من شهر، ونُقلت تفصيلات أولية منه إلى وزير الدفاع، إيهود باراك، وإلى الوزير شاؤول موفاز، المسؤول عن الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة. إلاّ إن المفاجأة التي أحدثها التقرير تتعلق بحدة الانحراف عن الخط السابق الذي عرضته أجهزة الاستخبارات الأميركية، وبواقع أن التقرير نشر على الملأ.

•من المتوقع أن يثير التقرير توتراً بين إسرائيل والولايات المتحدة على مستويين: الأول، ستخيم ظلاله القاتمة على التعاون الوثيق بين أجهزة الاستخبارات في البلدين، والثاني، سيسبب لإسرائيل محنة جراء شعورها بأن الولايات المتحدة تتركها وحيدة في قلب المعركة.

•من شأن إسرائيل، إذا لم تحظ بدعم أميركي كامل في المسألة الإيرانية، أن تبدي التزاماً أقل بشأن التنازلات والتقدم في الاتصالات بالسلطة الفلسطينية.

•بات من الواضح الآن، على المستوى العملي، أن إسرائيل ستواجه المزيد من الصعوبات في إقناع الأسرة الدولية بعدالة الخيار العسكري ضد إيران، وبالتالي فإن المسار المركزي الذي بقي مفتوحاً هو تشديد العقوبات.

 

•إن الأمر الرئيسي بالنسبة إلى إسرائيل في الوقت الحالي هو أن سنة 2008 لم تعد سنة الحسم بشأن المشروع النووي الإيراني، وقد ازدادت الاحتمالات بأن يترك بوش هذا الملف لخلفه، الأمر الذي يقتضي تقويماً جديداً للموقف الإسرائيلي برمته.