مأزق كونداليزا رايس! حتى لا يكون اللقاء الدولي استعراضياً تطمح رايس في تحقيق وثيقة تتطرق إلى القضايا الجوهرية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•قبل أن تغادر واشنطن عرفت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أن الطرفين يعدان أزمات لها: الفلسطينيون من خلال عرض مطالب متصلبة، ورئيس الحكومة إيهود أولمرت من خلال التظاهر بالضعف السياسي. لكن يوجد أمام رايس مجال للتراجع، فقد سبق أن أقنعت الرئيس بوش بالإعلان عن انعقاد المؤتمر ("اللقاء الدولي") في خطابه في يوم 26 تموز/ يوليو، وعليها الآن أن تحقق نتائج. إذا فشلت رايس ونُسفت هذه العملية في مهدها فإن حماس ستسقط محمود عباس وتسيطر على الضفة، وستقع مسؤولية ذلك على عاتق رايس ومبادرتها السياسية.

•ترغب الإدارة الأميركية في عقد مؤتمر أنابوليس في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل. وقد تأجل الموعد الأساسي للمؤتمر نحو أسبوعين جراء الصعوبات التي واجهت بلورة الإعلان المشترك. وقد أوضح الأميركيون خلال المحادثات التحضيرية أن الموعد الأخير الذي يمكن عقد المؤتمر فيه هو الأسبوع الأول من كانون الأول/ ديسمبر، وأنهم سيجمدون إرسال الدعوات إلى أن يتوصل أولمرت وعباس إلى اتفاق على جدول أعمال المؤتمر.

•تضم قائمة الذين من المحتمل دعوتهم إلى المؤتمر كلاً من: أعضاء مجموعة الثمانية، مندوبي اللجنة "الرباعية" الدولية، أعضاء لجنة المتابعة في جامعة الدول العربية بمن فيهم سورية، دول إسلامية مثل تركيا، ودول عربية أخرى. والاعتقاد السائد في واشنطن الآن هو أن السعودية لن تأتي إلى المؤتمر لأن الإعلان الذي سيتم التوصل إليه [بين أولمرت وأبو مازن] أدنى من سقف مطالبها، لكن الباب سيبقى مفتوحاً أمام السعوديين الذين تعتبر مشاركتهم مهمة لأولمرت.

•عرضت رايس أمس، في مقابلة مع القناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي، ما تتوقعه من إعلان أنابوليس: وثيقة "جادة" تتطرق إلى القضايا الجوهرية وتتضمن أساساً ما لإقامة الدولة الفلسطينية. وتعهدت أن تكون الإدارة الأميركية ملتزمة "جداً" خريطة الطريق ولا سيما مرحلتها الأولى التي تطالب الفلسطينيين بتفكيك البنى التحتية للإرهاب، وتطالب إسرائيل بتفكيك البؤر الاستيطانية. إن ترجمة ذلك تعني أن الفلسطينيين سيحصلون على وعود سيكون تنفيذها مؤجلاً إلى أن يحاربوا الإرهاب. 

•حاول أولمرت أن يقنع رايس خلال لقائه إياها أول من أمس بعدم الدخول في تفصيلات زائدة تتعلق بالقضايا الجوهرية: القدس واللاجئون والحدود الدائمة، لأن من شأن ذلك أن يؤدي إلى انهيار الائتلاف الحكومي.