•حققت حكومة أريئيل شارون إنجازين سياسيين مهمين في السياق الإسرائيلي ـ الفلسطيني: "خريطة الطريق" التي رهنت مفاوضات الحل الدائم بإعادة تنظيم السلطة الفلسطينية على نحو يمنع الإرهاب، ورسالة الرئيس بوش إلى شارون التي حددت موقف الولايات المتحدة نحو موضوعين من ثلاثة موضوعات للحل الدائم على النحو التالي: لن يتم الانسحاب إلى حدود 1967، وستبقى المراكز الاستيطانية اليهودية (الكتل الاستيطانية الكبرى) في حوزة إسرائيل، ولن تكون هناك عودة للاجئين الفلسطينيين إلا إلى الدولة الفلسطينية التي ستقام بحسب شروط "خريطة الطريق".
•يبدو من تقارير وسائل الإعلام عن المواقف الإسرائيلية والفلسطينية أن هذين المبدأين الأساسيين قد اختفيا. إن "خريطة الطريق" صادقت عليها الحكومة الإسرائيلية بقرار ملزم. ورسالة الرئيس بوش إلى رئيس الحكومة هي جزء لا يتجزأ من خطة الانفصال التي صادقت عليها الحكومة أيضاً. وفي الولايات المتحدة صادق مجلسا النواب والكونغرس على رسالة الرئيس (بعد تعديلات طفيفة) بقرار مشترك وغالبية كبيرة. وهذه أرصدة سياسية مهمة، بل وملزمة.
•الادعاء الفلسطيني المعلن الذي يتردد على نطاق واسع عشية اللقاء الدولي المرتقب يتجاهل ذلك كله، وإسرائيل تلتزم الصمت. صحيح أن المجلس التشريعي الفلسطيني تبنى "خريطة الطريق"، لكن الفلسطينيين وجدوا صعوبة كبيرة في تطبيقها، وقد فرحوا عندما اكتشفوا أن إسرائيل لا تطالب الآن بتطبيقها. أما فيما يتعلق برسالة بوش فإن الفلسطينيين لم يوافقوا بتاتاً على موقف الولايات المتحدة، ولذا لم يأسفوا على عدم مطالبة إسرائيل الآن بتطبيقها.