من يخطط لمستقبل مدينة القدس عليه الإصغاء لتطلعات جميع سكانها اليهود والعرب
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•ارتكب مخططو حدود القدس عام 1967 جميع الأخطاء الممكنة، فقد كانوا مقتنعين بأنهم يخططون الحدود الشرقية لإسرائيل على اعتبار أن  الضفة الغربية ستعاد إلى الأردن، واهتموا باحتياطي الأراضي المخصصة لبناء الأحياء اليهودية، وذلك من دون الاهتمام بالسكان العرب الذين سيجري ضمهم إلى السيادة الإسرائيلية، وذلك انطلاقاً من المبدأ الصهيوني الذي يرى أن العنصر اليهودي وحده هو العنصر الحيوي، أمّا العرب فيمكن التلاعب بهم دائماً.

•بمرور الأعوام انكشفت جميع الفرضيات الخاطئة والاعتبارات الحمقاء، فقد بقيت إسرائيل في الضفة الغربية بأسرها، وتجاوزت شهوة السيطرة جميع الحدود، وأقيمت مدن كاملة خلف الحدود المفترضة، وتبين أن السكان العرب هم عنصر حيوي، وقد ازداد عددهم ثلاثة أضعاف وأصبح من شبه المؤكد فوزهم في المنافسة الديمغرافية. لم تصمد أي فرضية تم تصوّر الحدود بموجبها، ومع ذلك فقد جرى تحويل هذه الحدود العبثية إلى واقع في صورة "جدار الفصل" الذي بني على طولها في سبيل مواصلة مسيرة الحماقة والتحريض على جميع الذين يحذرون من مغبة هذا العبث.

•إن الأشخاص الذين بدأوا مؤخراً الحديث عن "اقتطاع الأحياء القائمة في أطراف [القدس]" [وتسليمها للفلسطينيين في إطار اتفاقية سلام] هم أنفسهم الذين عملوا على بناء الجدار في مسار يشمل الأحياء المنوي "اقتطاعها".

 

•يؤيد المتحدثون باسم حزب ميرتس وأفيغدور ليبرمان مبادرة للوزير حاييم رامون بهذا الخصوص، ولكل طرف دوافعه. فاليسار الصهيوني يرحب بالاستعداد لإعادة مناطق [محتلة]، وليبرمان معني [بإحداث] سابقة ترانسفير من شأنها أن "تعدّل" الميزان الديمغرافي. ولكن الذي يرغب في أن يخطط مستقبل المدينة بشكل سليم عليه أن يستمع إلى تطلعات جميع مواطنيها اليهود والعرب.