•الفجوات التي ظهرت بين طاقمي المفاوضات الإسرائيلي والفلسطيني هي فجوات جوهرية، ومن المشكوك فيه أن يكون بالإمكان ردمها. على إسرائيل أن تهيئ نفسها لاحتمال فشل هذه العملية لأن هذا الفشل قد يشكل ضربة قاتلة لمبدأ الدولتين، ولمكانة إسرائيل في الحلبة الدولية، علاوة على احتمال سيطرة حماس على الضفة الغربية.
•في عملية أوسلو قبلت إسرائيل والفلسطينيون والجهات الأساسية في الأسرة الدولية "مبدأ الدولتين" كفرضية عمل، لكن، بسبب الطريق السياسي المسدود في الأعوام القليلة الفائتة بدأت عناصر مختلفة تشكك في إمكان تطبيق هذا المبدأ.
•قبل سيطرة حماس على غزة انتشرت في صفوف الفلسطينيين دعوات لإعادة السيطرة الإسرائيلية على الضفة والقطاع وحل السلطة الفلسطينية. معظم هذه الدعوات كان تعبيراً عن اليأس من الفوضى السياسية والأمنية في مناطق السلطة الفلسطينية. لكن هناك عناصر راديكالية مختلفة تدعو إلى حل السلطة الفلسطينية لأسباب أيديولوجية. وبحسب رؤية هؤلاء فإن حل السلطة سيلقي العبء الديمغرافي والاقتصادي والسياسي للاحتلال على كاهل إسرائيل، ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى انهيار إسرائيل من الداخل مثلما انهارت جنوب أفريقيا البيضاء.
•إن تجديد الاتصالات بين إسرائيل وأبو مازن كبح جماح هذه النزعات في الوقت الحالي، لكن إذا انهارت العملية السياسية فستتعزز هذه النزعات وتتغلغل في مركز الخطاب الفلسطيني الداخلي.
•يجدر بإسرائيل، في هذا السياق، أن تأخذ في الاعتبار مسألة الفلسطينيين مواطني إسرائيل أيضاً، وهي مسألة لا تعتبر، في الظاهر، جزءاً من جدول أعمال العملية السياسية. يمكن أن يشكل فشل العملية السياسية ضربة قاتلة للمعسكر الفلسطيني المعتدل ولمبدأ الحل الوسط التاريخي، كما أن من شأن تضافر مطالبة الفلسطينيين بدولة واحدة وإسقاط الشرعية عن إسرائيل فيما لو فشلت العملية الحالية، بالإضافة إلى التوتر المستمر بين إسرائيل ومواطنيها العرب، أن يدفع باتجاه انقلاب في مواقف الدول والمؤسسات الأساسية في الأسرة الدولية تجاه حل النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني.
•على إسرائيل أن تستعد لسيناريو فشل المحادثات. إن المبادئ الأساسية لهذا الاستعداد هي تعزيز مؤسسات السلطة الفلسطينية بحيث تبقى قائمة بعد انهيار محتمل للمحادثات، وإرساء مبدأ الفصل بين إسرائيل والفلسطينيين، أكان ذلك بخطوات أحادية الجانب أو بالاتفاق بين الجانبين. بالنسبة إلى إسرائيل يجب أن يكون هدف مؤتمر أنابوليس، أولاً وقبل أي شيء، هو تعزيز مبدأ الدولتين باعتباره أساساً للعملية السياسية.