زيارة رايس أظهرت لها المواقف الرافضة في الحكومة الإسرائيلية بدرجة لا تقل عن هشاشة الموقف في الجانب الفلسطيني
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•الصورة التي تعرضها الحكومة الإسرائيلية على وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس هي صورة حكومة رافضة لا تتطلع، بصورة جادة، إلى استغلال اللقاء الدولي في الشهر المقبل من أجل محاولة التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين، وإنما صورة لحكومة تحاول أن تجتاز هذا اللقاء بسلام من دون أن تخرّب علاقاتها بالولايات المتحدة.

•هذا الموقف الحكومي لا يتفق مع البشرى التي زفتها نتائج الانتخابات الأخيرة للكنيست. في آذار/ مارس 2006 واجه حزبا كديما والعمل جماهير الناخبين ومعهما مقاربة سياسية مخالفة لمفهوم الليكود والأحزاب التي تقف إلى يمينه. فحزب كديما، برئاسة إيهود أولمرت، تحدّث عن التنازل عن معظم أراضي يهودا والسامرة [الضفة الغربية]. وحزب العمل برئاسة عمير بيرتس طرح خطاً سياسياً قريباً جداً من خط حزب ميرتس. إن الحزبين يملكان تفويضاً خلقياً وسياسياً بأن يتمسكا بالخط الذي طلبا ثقة الجمهور على أساسه، وهو قيادة الدولة نحو الانفصال عن المناطق [المحتلة] والوصول من طريق ذلك إلى نهاية النزاع المزمن مع الفلسطينيين.

•عملياً انكفأ الحزبان. فقد ضاع صوت أولمرت الحمائمي في غمرة الضجيج الذي أثاره وزراء آخرون في حزبه، والتصوّر السياسي الأولي لبيرتس قضى نحبه، وورثته التوقعات القاتمة لإيهود باراك بشأن العلاقات مع الفلسطينيين.

•إذا كان كديما والعمل وقفا، قبل عام ونصف العام، بين الوسط واليسار فإنهما في تشرين الأول/ أكتوبر 2007 يعبران عن مواقف تتشابه دلالتها العملية مع النتيجة التي يسعى الليكود إليها، وهي تكريس السيطرة الإسرائيلية على يهودا والسامرة.