خطة بلير لدعم مؤسسات السلطة تتطلب تسهيلات اقتصادية من جانب إسرائيل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

يعتزم طوني بلير مبعوث اللجنة الرباعية الدولية إلى الشرق الأوسط إنشاء لجنة عليا للتنسيق الأمني غايتها دعم الإصلاحات في أجهزة الأمن الفلسطينية من جهة، ودعم الجهد الإسرائيلي الرامي إلى تسهيل حرية الحركة للفلسطينيين في الضفة الغربية من جهة أخرى. ويشكل إنشاء اللجنة التي سيشارك فيها رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض ووزير الدفاع إيهود باراك وبلير نفسه أحد البنود في خطة عمل أولية وضعها بلير وسلمها مؤخراً إلى رئيس الحكومة إيهود أولمرت. وتحمل هذه الخطة اسم "مشاريع ذات تأثير سريع"، ونشرت في "هآرتس" للمرة الأولى.

وتتضمن الخطة سلسلة من النشاطات التي سيجري تنفيذها خلال الأشهر المقبلة، والتي ستحظى بحضور بارز، وتخلق شعوراً لدى الجمهور الفلسطيني في الضفة بأن هناك تطورات إيجابية وتحسناً في مستوى المعيشة.

وفي مجال بناء المؤسسات تركز الخطة على ترميم الأجهزة الأمنية الفلسطينية ووزارة المال ووزارة العدل. وستكون مهمة الهيئة الأمنية الثلاثية متابعة تنفيذ الإجراءات لدى الطرفين ميدانياً؛ في الجانب الإسرائيلي ـ  منح تسهيلات في مجال الحركة في الضفة، وفي الجانب الفلسطيني ـ تنفيذ الإصلاحات الأمنية وتعزيز نشاط الأجهزة في مواجهة حركتي حماس والجهاد الإسلامي في الضفة. ويعتقد بلير أن لا فرصة للتقدم السياسي الحقيقي من دون القيام بنشاط فلسطيني مهم ضد الإرهاب. 

وإلى جانب الإجراءات الأمنية عرض بلير على أولمرت سلسلة من الإجراءات الاقتصادية التي يتطلب بعضها مساعدة مهمة من جانب إسرائيل. وتتمثل الخطوة الأولى في إنشاء مدينة فلسطينية جديدة بالقرب من رام الله. وكان هذا الموضوع عُرض سابقاً في مباحثات مشتركة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية والولايات المتحدة. وذكر بلير أن بالإمكان إعادة تأهيل عشرات الآلاف من اللاجئين في هذه المدينة، ممن يعيشون اليوم في المخيمات في ظروف صعبة وفقر شديد. 

علاوة على ذلك يدرس بلير فكرة تحويل مدينة أريحا إلى نموذج لنقل السيطرة الكاملة على المدن من إسرائيل إلى الفلسطينيين. وبحسب الخطة، سيجري نقل السيطرة الأمنية على أريحا الكبرى إلى الفلسطينيين بصورة كاملة، وفتح معبر بين المدينة والأردن ثم السعي إلى الحصول على مساعدات اقتصادية من الخارج. 

 

وتتطرق بنود أخرى من الخطة إلى السماح بدخول آلاف من العمال الفلسطينيين إلى إسرائيل، وإنشاء مناطق صناعية جديدة في منطقتي الجلمة وترقوميا باستثمارات تركية وألمانية، إلى جانب مشروع "غور السلام" الذي هو الآن تحت التأسيس في أريحا بمشاركة الأردن وتمويل ياباني.