الصفقة التي يعرضها نصر الله الآن على إسرائيل للتبادل هي إحدى الوسائل لتعزيز رصيده داخل لبنان
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•اختار حسن نصر الله يوم أمس دور "الموظف الرسمي" الذي يقدّم تقارير عن تطورات كما لو أنها لا تخصه، فأوضح أن هناك مفاوضات مكثفة من دون توقف، وتقدماً إيجابياً جداً، وجهداً مستمراً للتوصل إلى ما أسماه بـ "الصفقة الكبرى".

•الجديد المهم هو أن نصر الله تحدث للمرة الأولى عن تفاؤل كبير بتنفيذ الصفقة، بل أعطى تفصيلات عن أن الحديث يدور على صفقة تشمل المخطوفين الإسرائيليين إلداد ريغف وإيهود غولدفاسر وتتضمن التزاماً ينص على إعادة جميع الأسرى والشهداء اللبنانيين إلى بلادهم.

•في ما يتعلق بصفقة التبادل أول من أمس أكد نصر الله أنها بادرة حسن نية بمبادرة من الوسيط الألماني، وهي ليست جزءاً من الصفقة الشاملة. غير أن مصادر في لبنان أكدت لصحيفة "هآرتس" أن هذه الصفقة هي نتيجة اختراق تم تحقيقه على طريق الصفقة الكبرى التي ما كانت "الدفعة الأولى" لتتم من دونها. 

•لم يرد أي ذكر في خطاب نصر الله للسياق المتعلق برون أراد أو بالذين فُقدوا في معركة السلطان يعقوب في عام 1982. ولم يذكر أيضاً مطالب سابقة له بإطلاق سراح أسرى عرب وفلسطينيين علاوة على الأسرى اللبنانيين*، لكن نبرة كلامه لا تؤكد أنه تلقى تعهداً إسرائيلياً قاطعاً بالإفراج عن أسرى.

•السؤال الآن هو: ما الثمن الذي ستدفعه إسرائيل، هل سيكون بـالعملة "اللبنانية" أم هل ستُدمج فيه صفقات أخرى مثل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين سيضافون إلى رصيد نصر الله لاحقاً؟ من المحتمل أن يكون الضغط الشعبي على نصر الله دفعه إلى عدم جعل الأسرى اللبنانيين رهائن لمصلحة الأسرى الفلسطينيين. في المقابل، هل قررت إسرائيل التنازل عن الشرط الثابت، الذي يرهن الإفراج عن سمير القنطار بتلقي معلومات حول رون أراد، أم أنها اكتفت بالمعلومات التي نقلها حزب الله؟

________

 

* في الحقيقة ورد في كلمة السيد حسن نصر الله ذكر للأسرى اللبنانيين وغير اللبنانيين نصاً كما يلي: "بطبيعة الحال نحن في الطرف المقابل نتحدث عن الأسرى اللبنانيين وغير اللبنانيين، يعني كل الأسرى" (المحرر).