عرض عبثي لثلاث بطات عرجاء
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•منذ مدة وحاييم رامون يطرح اقتراحاً يتضمن تقسيم السيطرة على القدس، ولم تسقط السماء على الأرض. في الظاهر يبدو هذا الأمر ظاهرة مثيرة للدهشة. ففي الماضي كان مثل هذا الاقتراح يتردد فقط في أوساط اليسار الراديكالي. نحن، إذن، أمام منعطف ذي دلالة تاريخية.

•الجدل الكبير في إسرائيل بشأن مستقبل المناطق التي احتلت في حرب الأيام الستة [حزيران/ يونيو 1967] جرى دائماً على قاعدة الاتفاق على عدم جواز تقسيم القدس، لكن إيهود باراك كسر هذا التابو عندما وافق على أن يتباحث سراً في تقسيم السيطرة على القدس، لكنه أظهر جبناً في اللحظة الأخيرة ولم يتجرأ على منح الفلسطينيين سيادة على جبل الهيكل [الحرم القدسي].

•ربما تكون اللامبالاة إزاء اقتراح رامون ناجمة عن كونه رجل سياسة لم يترك بصماته على التاريخ اليهودي منذ أن دخل المعترك السياسي قبل ثلاثين عاماً، ومع ذلك من المحتمل أن يكون رامون يعمل لحساب إيهود أولمرت كما عمل هذا الأخير لحساب أريئيل شارون عندما تكلم على الانسحاب من غزة كما لو أن تلك الفكرة فكرته.

 

•للأسف الشديد فإن ما يمكن افتراضه هو أن اقتراح رامون لا يثير ضجة لأن غالبية الإسرائيليين لا تعتقد أصلاً بأن في وسع حكومة أولمرت أن تصنع تاريخاً. وهذا ينطبق أيضاً على عدم المبالاة إزاء المحادثات مع أبو مازن. الجميع يعرف أن ما ينبغي فعله هو إبرام اتفاق مع حماس في غزة. والعملية الحالية تبدو مثل عرض عبثي تقوم به ثلاث بطات عرجاوات هي جورج بوش وأبو مازن وأولمرت.

 

 

المزيد ضمن العدد 306