الفلسطينيون يتمسكون بالقرارات الدولية.. هل بوسع الولايات المتحدة ردم الهوة بين الجانبين؟
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•يثير تعاقب الاتصالات بين إيهود أولمرت ومحمود عباس وجدية التحضيرات للقاء المرتقب في الولايات المتحدة توقعات بحدوث تقدّم سياسي مهم. غير أن مدى تطابق هذه التوقعات مع الواقع غير معروف بعد.

•إن فكرة المؤتمر الدولي بمشاركة دول عربية ودول عظمى ومنظمات مثل الأمم المتحدة غير جديدة في تاريخ النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، ولا حتى في تاريخ الإدارة الحالية في واشنطن. لقد سبق للرئيس جورج بوش أن سعى إلى عقد مؤتمر كهذا قبل خمسة أعوام بعد حملة السور الواقي والمبادرة السعودية وقمة بيروت وخطاب الدولتين ـ إسرائيل وفلسطين الذي ألقاه في حزيران/ يونيو 2002. وبعثت الفكرة إلى الحياة مجدداً مع جلوس عباس على كرسي ياسر عرفات. لكن ضعف الزعيم الفلسطيني يعرقل الآن ردم الفجوات بين الطرفين ليس بأقل مما عرقلت قوة عرفات هذا الأمر قبل ذلك.

•خلال زيارته الولايات المتحدة في الأسبوع الماضي أضفى عباس تشدداً على برنامجه المعلن. إنه يطالب إسرائيل بالعودة الكاملة إلى حدود 1967 من دون التعديلات الطفيفة التي تتضمنها معادلة "الأرض مقابل السلام" في القرار 242 وفي خطة كلينتون التي عرضها في أواخر عام 2000. وأبدى عباس موقفاً متصلباً في قضية اللاجئين.

•من المحتمل أن يكون هذا التصلب تكتيكياً، ويمكن أن يؤدي إضفاء المرونة عليه عشية المؤتمر أو في أثنائه إلى تصوير بوش على أنه مفاوض ناجح يحقق تنازلات من الطرفين. لكن المشكلة هي أن عرض الموقف الفلسطيني بشكل متصلب يستهدف الرأي العام في فلسطين والدول العربية، الذي من المفروض أن يوفر الدعم لعباس وهو في طريقه إلى المؤتمر. إن عباس يتطلع إلى تجاوز قادة حماس والفوز بتأييد الفلسطينيين، لكن هؤلاء يؤيدون سياسة حماس على ما يبدو. كما أن بعض الدول العربية المهمة، مثل السعودية، قد تطلب من عباس عدم الاعتدال في مقابل الشرعية التي ستمنحها للمؤتمر. 

•في وسع إسرائيل أن تساهم في ترميم أجهزة الحكم والمؤسسات الاقتصادية الفلسطينية بإزالة بعض الحواجز والإفراج عن أسرى، لكن، مع أهمية جميع هذه الخطوات، فإن العملية برمتها عرضة للانهيار إذا لم يطرأ على مواقف الزعيمين مرونة ملحوظة تبقى فقط فجوة في إمكان بوش ردمها في لقاء آنابوليس المقبل.