من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•الشجار الكبير الذي جرى في قرية أبو سنان المختلطة والذي أدى إلى جرح 41 شخصاً، ما زلنا نبحث عن أسبابه الحقيقية. فهل وقع الشجار بسبب إهانة مواطن درزي لفتاة مسلمة؟ أم أنه كان رداً مزدوجاً: درزياً، على مقتل الضابط الدرزي من حرس الحدود جدعان أسعد في هجوم الدهس في القدس؛ ومسلماً، على مقتل خير الدين حمدان على يد شرطي درزي من حرس الحدود في قرية كفر كنا؟ أم أنه يتعيّن البحث عن جذور الحادث في قانون التجنيد الإجباري العائد إلى سنة 1956 الذي فرض الخدمة العسكرية الإلزامية على الدروز في إسرائيل، وتسبّب بشرخ عميق في الانتماء والهوية لدى الطائفتين؟
•يمكننا تفسير الشجار بأنه مظهر من مظاهر الخلافات والتصدعات داخل الأقليات التي تعيش في دولة إسرائيل. وفي نظر العديد من مواطني إسرائيل، فإن ما جرى مواجهة بين "عرب يعتدون على عرب" ولا علاقة لذلك بالمجتمع الإسرائيلي اليهودي بتاتاً، وتتحمل الزعامة الدرزية والمسلمة مسؤولية خاصة في معالجة التفاهم بين الطائفتين.
•لكن الدولة مسؤولة أيضاً عن التوتر، فهي منذ سنوات تثير المشاعر الطائفية وتميز بين "العرب الطيبين" و"العرب الأشرار"، وتصوّر المسيحيين بأنهم أوفياء للدولة، والمسلمين كطابور خامس، والدروز كجزء منها.
•إن تصنيف الأقليات وفق "درجة ولائهم" للدولة، وعندما يكون مقياس هذا الولاء هو الخدمة في الجيش الإسرائيلي، فإن هذا يقوّض أهمية مصطلح المواطنة المتساوية بين الجميع. ويقدّر هذا التصنيف إلى حد كبير حجم الحقوق التي تكون الدولة مستعدة لمنحها لطائفة من الطوائف، الأمر الذي يفاقم التوترات الداخلية بين الطوائف التي "تتمتع بالحقوق" والتي لا حقوق لها.
•إن استغلال النزاعات الإثنية والدينية بهدف إبعاد أو تقريب الأقليات، كان أسلوباً سائداً في الدول الاستعمارية التي سعت إلى منع ثورة المدنيين ضد الاحتلال الأجنبي. ويبدو أن إسرائيل تتبنى هذه المقاربة في نظرتها إلى الدروز والعرب والمسيحيين وأبناء سائر الطوائف، الذين تعتبرهم يشكلون تهديداً، وليسوا مواطنين لهم حقوق شرعية، من دون أن يكون لذلك علاقة بخدمتهم العسكرية في الجيش، أو بمدى تبنيهم لسياسة الحكومة.
•إن الأقليات في إسرائيل لا تشكل كتلة متجانسة، والمواجهات على خلفية شخصية أو محلية أو دينية ليست أمراً مستعبداً. لكن يتعيّن على الدولة أن تبذل كل ما في وسعها للتخفيف من التوتر وجسر الثغرات بين الأطراف بدلاً من إذكاء النيران خدمة لأهداف سياسية على طريقة "فرّق تسُد".