الجعبري هو الحاكم الحقيقي لقطاع غزة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•إطلاق مسلحي حركة حماس النار على الجماهير المشاركة في الاحتفال بالذكرى السنوية الثالثة لوفاة الرئيس ياسر عرفات في غزة أمس ومقتل سبعة أشخاص وجرح العشرات زاد من الضغط الواقع على حركة حماس، التي استولت على السلطة بعد طرد مسلحي حركة فتح بالقوة.

•في المناطق [المحتلة] كان هناك من تذكروا أمس "مظاهرة المليون" التي قام بها المعسكر المناهض لسورية في بيروت في أعقاب اغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري. أدت موجة الاحتجاج اللبنانية إلى مغادرة الجيش السوري للبنان. حركة حماس لن تتنازل عن غزة بهذه السرعة، فأعضاؤها ليس لهم مكان يذهبون إليه، لكن مسؤولي حركة فتح يعتبرون مظاهرة أمس معلماً مهماً ويأملون في أن تبشر ببداية النهاية لسلطة حماس الدموية في القطاع.

•هذا الأمر ما يزال يبدو أمنية بعيدة عن التحقق، لكن ما يمكن قوله بيقين هو أن المعارضة لحركة حماس في القطاع تزداد من يوم إلى آخر، وتبعاً لذلك يزداد التأييد المباشر والمتجدد لحركة فتح. ومن المتوقع أن يؤدي عنف حماس ضد المدنيين غير المسلحين إلى تفاقم الضرر الذي تتعرض له مكانة حماس.

•جرى التعبير عن تحسن مكانة فتح في استطلاع جديد نشره مركز القدس للإعلام والاتصالات أول أمس ويؤشر إلى ارتفاع نسبة التأييد لفتح، حيث ارتفعت من 30,6% في الضفة وغزة في أيلول/ سبتمبر 2006 إلى 40% اليوم، مقابل تراجع التعاطف مع حماس من 29,7% إلى 19,7%.

•مع أن رئيس حكومة حماس إسماعيل هنية يعتبر الزعيم الثاني في شعبيته بحسب الاستطلاع (شعبيته تكاد تضاهي شعبية رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تقريباً) إلا أنه يكاد لا يشارك في القرارات التي تتخذها حركة حماس في القطاع. وأمس أيضاً كان خصومه هم الذين أملوا مسار الأحداث: وزير الخارجية السابق محمود الزهار وأعضاء الجناح العسكري، كتائب عز الدين القسام، برئاسة أحمد الجعبري.

 

•بحسب الجهات الاستخبارية الإسرائيلية فإن الجعبري هو الحاكم الحقيقي لقطاع غزة. علاوة على أنه يفرض سلطته على هنية بالقوة فإنه يحاول قطع خطوط تأثير خالد مشعل من دمشق. إن الخط المتعنت الذي يمليه الجناح العسكري يحول دون تخفيف العقوبات المفروضة على القطاع ويربك أيضاً كل تقدم في المفاوضات للإفراج عن الجندي المختطف غلعاد شاليط. وعلى المدى الأبعد فإنه أيضاً يزيد خطر شن عملية عسكرية إسرائيلية كبرى في القطاع بعد انتهاء مؤتمر أنابوليس.