•الابتكار الأخير الذي تفتّق عنه ذهن رئيس الحكومة ووزير دفاعه هو "إجراء محادثات مع مستوطني ييشع [يهودا والسامرة وغزة] بشأن الإخلاء الطوعي" للمستوطنات غير القانونية، والهدف منه هو عدم الإخلاء وفي الوقت نفسه عدم التورط مع الأميركيين. ماذا يعني مصطلح "محادثات" الضبابي؟ من الصعب معرفة ذلك، ولكن المستوطنين يدركون من ناحيتهم أنه لا ينبغي أن ينتابهم القلق، ويدرك إيهود أولمرت وإيهود باراك، من ناحيتهما، أن ذلك لن يؤدي إلى أي شيء.
•إذا سأل الأميركيون عن موضوع الإخلاء سيُقال لهم إن الأمر يتطلب وقتاً بسبب الرغبة في التوصل إلى اتفاق مع المستوطنين، وإذا ما ثار هؤلاء قليلاً، سيُقال لهم إن أي شيء سيتم بالتعاون معهم فقط فتهدأ ثائرتهم. هكذا يكذب أولمرت وباراك على الجمهور العريض، ومن دون ذلك قد ينهار الائتلاف الحكومي، ويثور المستوطنون، وربما لا يعقد مؤتمر أنابوليس.
•على ما يبدو لا تنطلي هذا الحيلة على الأميركيين، فهم يرغبون في رؤية خطوات ميدانية. لقد تم إدراج موضوع إخلاء البؤر الاستيطانية في المرحلة الأولى من خطة بوش [خريطة الطريق]، والذي يعتقد أن الأميركيين سيغضون الطرف عن هذا الموضوع يرتكب خطأ.
•إن الضرر المترتب على سلوك الحكومة يطال جميع الجبهات، فهو يعكس رسالة للداخل الإسرائيلي بأن الحكومة لا تستطيع أن تطبق سيادة القانون. أمّا الرسالة للأميركيين فهي أن الوعود الإسرائيلية هي مثل، بل وأسوأ، من الوعود الفلسطينية رغم أن في حوزة إسرائيل القوة لتنفيذها. والرسالة للفلسطينيين هي أن إسرائيل لا تنوي بصورة جادة أن يصل مؤتمر أنابوليس، في حالة انعقاده، إلى نتائج حقيقية.