تطوير نموذج شامل للتفاوض يعتمد على نهج المصالح المتبادلة: "الاقتراح الأخير".. أفضل وصفة لتفجير المحادثات
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•بحسب المقاربة التي توصلت إليها الباحثتان في موضوع إدارة المفاوضات جين بيرت ولي تومبسون، الأستاذتان في كلية "كِلّوغ" لإدارة الأعمال في جامعة نورث وسترن في شيكاغو، فإن هناك خطأ شائعاً في المفاوضات يؤدي دائماً إلى انهيارها هو طرح "الاقتراح النهائي"، أي الاقتراح الذي يمكن للطرف الآخر أن يقبله أو يرفضه كاملاً لكن لا يمكنه المساومة على تفاصيله. وتدل الأبحاث على أن الإجابات على اقتراحات من هذا القبيل تكون سلبية عادة.

•من هنا يمكن أن نستمد التفسير لفشل قمة كامب ديفيد. لقد تصرّف ياسر عرفات مثل أي إنسان عاقل عندما رفض "الاقتراح النهائي قطعاً" الذي قدمه إيهود باراك وبيل كلينتون، وذلك خلافاً للصورة الشائعة عن عرفات باعتباره شخصاً يهذي ويدأب على تفويت الفرص. ومع أن عرفات فعل ذلك بدافع غريزي إلا أنه كان على حق موضوعياً، إذ أن مقترحات كلينتون وباراك للفلسطينيين تطورت كثيراً بعد كامب ديفيد، وخصوصاً خلال محادثات طابا.

•كان يتوجب على إيهود أولمرت أن يتوقع رفض حماس شروط الرباعية الدولية، وعلى رأسها الاعتراف بإسرائيل، عندما قُدِّمت لها باعتبارها طلباً غير قابل للمساومة. غير أن أولمرت والإدارة الأميركية كانا معنيين في هذه الحالة بإجابة سلبية بدلاً من التفاهم، خلافاً لما كانت الحال عليه في كامب ديفيد.

•تحذّر بيرت وتومبسون أيضاً من الإغراء الكامن في الموافقة على بحث المشاكل البسيطة وإرجاء القضايا الصعبة إلى نهاية المفاوضات. إسرائيل تفضل الترتيبات المرحلية التي تركز على الأمور التافهة، وتأجيل المداولات بشأن القدس وللاجئين والحدود الدائمة إلى المستقبل. هذا هو اقتراح تسيبي ليفني الذي يقف في صلب الموقف الإسرائيلي على أعتاب مؤتمر أنابوليس. صحيح أن هذا أفضل سياسياً ويحافظ على الائتلاف الحكومي غير أنه يضر بفرص التسوية في المستقبل.

 

•يجدر بالمفاوضين، خلال الفترة القليلة المتبقية حتى انعقاد مؤتمر أنابوليس، أن يخضعوا لدورة تأهيل عاجلة كي يتجنّبوا الأخطاء التي أدت إلى فشل أسلافهم.