•في مثل هذا اليوم - 26 آذار/ مارس ـ قبل 29 عاماً، وقع [رئيس الحكومة الإسرائيلية] مناحم بيغن و [الرئيس المصري] أنور السادات اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر، الذي شكل أيضاً مفترقاً مهماً في العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي.
•تقول الأسطورة الإسرائيلية إن السادات ما كان سيأتي إلى القدس، وما كان سيحرك عملية المفاوضات [مع إسرائيل]، لو لم يكن في حيازته تعهد إسرائيلي مسبق بالانسحاب من سيناء كلها. وبحسب هذه الأسطورة، فقد تعهدت إسرائيل بذلك خلال لقاء سري عقد في المغرب يوم 17 أيلول/ سبتمبر 1977 بين موشيه دايان، وزير الخارجية في حكومة بيغن، وحسن التهامي نائب رئيس الحكومة المصرية وأمين سر الرئيس السادات.
•صدر مؤخراً في إسرائيل كتاب عن العلاقات الإسرائيلية ـ المغربية من تأليف الصحافي والمستشرق شموئيل سيغف، عرض فيه الاتصالات السرية بين إسرائيل والمغرب، بما في ذلك لقاء دايان ـ تهامي المذكور أعلاه. ويؤكد الكتاب، استناداً إلى محضر اللقاء، أنه لم يكن هناك أي تعهد إسرائيلي بالانسحاب من سيناء كلها.
•بعد نحو 16 عاماً، أودع رئيس الحكومة الإسرائيلية إسحق رابين لدى الأميركيين تعهداً بانسحاب إسرائيل من هضبة الجولان كلها، ونقل الأميركيون هذا التعهد إلى السوريين، لكن على الرغم من ذلك، لم يعقد لقاء مع الرئيس الأسد الأب، ولم يُوقَّع اتفاق سلام مع سورية.
•ما هي العبرة من ذلك بالنسبة إلى سنة 2008؟ إن التاريخ لا يكرر نفسه، لكن يجب أن نتبع طريقة بيغن ودايان، أي عقد لقاءات سرية تمهيدية، والامتناع من إعطاء وعود مسبقة، وبعد ذلك إجراء مفاوضات من خلال الإصرار على المصالح الإسرائيلية.
•على الرغم من أن السلام مع مصر بارد، فإن الإطار العام للاتفاق صمد في أزمات واختبارات صعبة ولا يزال صامداً، وهذا هو الرصيد الأهم لأمننا القومي، والحفاظ عليه هو مصلحة إسرائيلية عليا.