مفاوضات حثيثة بوساطة مصرية لتحقيق تسوية طويلة الأمد في غزة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

تجري إسرائيل ومصر مفاوضات مكثفة في محاولة للتوصل إلى تسوية تمكن من تطبيق تهدئة طويلة الأجل في قطاع غزة، إلى جانب إعادة فتح معبر رفح. وقام رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع عاموس غلعاد أمس بزيارة القاهرة، لثاني مرة خلال نحو أسبوع، واجتمع بمسؤولين كبار في الحكومة المصرية.

ومنذ أسبوعين يجري على حدود القطاع، بصورة متقطعة، قتال محدود الشدة نسبياً. فقد أُطلق أمس صاروخا قسام وعدد من قذائف الهاون على الأراضي الإسرائيلية. وهاجم سلاح الجو سيارة تقل ناشطين من حركة الجهاد الإسلامي، وأسفر الهجوم عن إصابة 12 فلسطينياً. فالجزء الأكبر من الاشتباكات التي تجري خلال هذه الفترة هو مع حركة الجهاد الإسلامي، وهو محدود أيضاً على وجه العموم. وتمتنع حركة "حماس" من إطلاق الصواريخ على إسرائيل، كما أن الجيش الإسرائيلي تلقى أوامر تقضي بعدم القيام بأنشطة ضدها في هذه الفترة.

وقد اجتمع غلعاد بمدير المخابرات المصري الجنرال عمر سليمان الذي يؤجل منذ نحو ثلاثة أسابيع زيارة كان من المزمع أن يقوم بها لإسرائيل. ومن المحتمل أن سليمان يريد المجيء إلى البلد فقط بعد التوصل إلى تسوية كاملة بين الطرفين. وتهدف الاتصالات التي تجريها مصر بالتوازي مع إسرائيل ومع قيادة "حماس" في القطاع، إلى التوصل إلى اتفاق يتيح تهدئة طويلة المدى نسبياً. وفي مقابل ذلك تطالب "حماس" برفع الحصار الاقتصادي عن القطاع. ويبدو أن إسرائيل تعارض ذلك، غير أنها من الممكن أن توافق على حل يصار في إطاره إلى فتح معبر رفح جزئياً. وقد وعدت مصر بتشديد مكافحة عمليات التهريب على حدود القطاع، مستعينة أيضاً بتكنولوجيا أميركية.

ولهذا الغرض يدور الحديث عن إعادة قوة المراقبين الأوروبية التي كانت متمركزة في المعبر والذي تركته قبل عام تقريباً. وتتباحث الأطراف بشأن مشكلات من قبيل: من سيسمح له بالمرور من المعبر، وهل سيتمتع المراقبون بصلاحيات التفتيش ومصادرة مبالغ مالية كبيرة؟ وتطالب "حماس" بالسماح بوجود عناصرها في معبر رفح، لكنها مستعدة لحل وسط بحيث لا يكون وجودهم بارزاً، في حين يتمركز بالقرب من الحدود المصرية فلسطينيون آخرون ينتمون على ما يبدو إلى الأجهزة التابعة لرئيس حكومة السلطة الفلسطينية في رام الله سلام فياض. 

وأعربت الولايات المتحدة مؤخراً عن تخوفها من تدهور العلاقات بين إسرائيل ومصر بسبب الوضع في القطاع، وعمليات التهريب على الحدود بين مصر والقطاع. وقال مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية لنظرائهم الإسرائيليين إنه يتوجب على إسرائيل بذل كل ما يمكن لتجنب حدوث أزمة في العلاقات مع مصر. ونقل نائب وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد وولش رسائل إيجابية من الحكومة المصرية إلى إسرائيل، وقال لغلعاد إن "مصر مستعدة أكثر من أي وقت مضى لإيجاد حل مشترك للمشكلة مع إسرائيل". 

 

وفي هذه الأثناء، طعن فلسطيني إسرائيلياً بالسكين أمس بالقرب من باب العمود في بلدة القدس القديمة. ويبلغ المصاب 49 عاماً، وهو حاخام في مدرسة "عطيرت كوهانيم" الدينية في القدس، وتتراوح إصابته بين طفيفة ومتوسطة.