هل يجب أن نتخوف من انتفاضة ثالثة؟
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•إن السؤال المركزي الذي يطرح في أعقاب مقتل الطلاب الثمانية في مدرسة "مركاز هراف" الدينية اليهودية في القدس، الأسبوع الماضي، هو: إلى أي حد يعتبر هذا الحادث مؤشراً إلى قرب اندلاع انتفاضة ثالثة؟ حتى الآن يمكن أن نقول بحذر إن الجواب عنه سلبي، وليس فقط لأن موت الانتفاضة الثانية لم يتأكد بصورة نهائية بعد.

•إن السبب الأول في هذا الجواب هو أن هناك شكاً فيما إذا كان الجمهور الفلسطيني العريض، المستنزف جراء المواجهة المستمرة منذ سبعة أعوام ونصف عام، مستعداً لأن يتجند بأعداده الغفيرة لمواجهة جديدة، وذلك على الرغم من تصاعد أعمال العنف "الشعبية" في الضفة الغربية، والتي تشمل التظاهرات وقذف الحجارة والزجاجات الحارقة. 

•علاوة على ذلك فإن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (شاباك) جاهزان لمثل هذه المواجهة في الضفة الغربية أكثر مما كان الوضع عليه في الماضي. مع ذلك فمن شأن الصدامات في منطقة الحدود مع قطاع غزة أن تشكل حافزاً للمزيد من العمليات المسلحة في الضفة الغربية وداخل الأراضي الإسرائيلية.

•لا يمكن أن نقارن الوضع الحالي بالتسيب الأمني الذي ساد في إبان ذروة الانتفاضة الثانية، خلال سنتي 2001 - 2002، عندما لم يكن هناك جدار فاصل، ولم يكن في إمكان الجيش الإسرائيلي أن يعتقل مطلوبين داخل مدن الضفة الغربية.

•هناك عامل آخر في إمكانه أن يزيد تعقيد الوضع، وهو قيام أفراد من المعسكر الديني ـ القومي اليهودي بعمليات انتقامية ضد الفلسطينيين. إن التحليلات التي قام بها جهاز الأمن العام تشير إلى وجود سببين لعمليات إرهابية يهودية: الأول - اهتزاز الشعور بالأمن لدى الإسرائيليين، وخصوصاً في المناطق [المحتلة]، والثاني - الخوف من تفكيك مستوطنات. وهناك تفاقم للسبب الأول هذه المرة.

•يميل المسؤولون في إسرائيل إلى الاستخفاف بالأجهزة الأمنية التابعة لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس. وربما يتعين على إسرائيل الآن أن تبذل جهودها من أجل جعل السلطة الفلسطينية شريكاً أمنياً لا سياسياً فقط. إن هذه الأجهزة، بغض النظر عن قدرتها، تعرف المناطق [المحتلة] بصورة جيدة، ولديها مصلحة مشتركة مع إسرائيل، على الأقل في نقطة واحدة هي أن تمنع نمو بنى تحتية جديدة لحركة "حماس" في الضفة الغربية من شأنها أن تهدد سلطة حركة "فتح" أيضاً.

 

•لا تعتبر المناطق [المحتلة] المصدر الوحيد لقلق المؤسسة السياسية وقيادة هيئة الأركان العامة. إن ما يقلقهما أكثر هو المعلومات الاستخبارية بشأن نية إيران وسورية وحزب الله القيام بعملية انتقامية رداً على اغتيال عماد مغنية. فبعد أسبوعين تصادف ذكرى مرور أربعين يوماً على اغتياله، وهذا موعد له حساسية خاصة بالنسبة إلى إسرائيل.