من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•يتعين على الذين يؤيدون القيام بعملية عسكرية إسرائيلية كبيرة في قطاع غزة أن يأخذوا ثمنها في الاعتبار، بعد أن قدمت العملية المحدودة، التي يقوم بها لواء غفعاتي في مشارف جباليا منذ يوم أمس، فكرة أولية عما هو متوقع. فقد أدت هذه العملية [حتى تاريخه] إلى مقتل جنديين إسرائيليين و63 فلسطينياً على الأقل، بينهم كثير من المدنيين، وإلى إطلاق أكثر من 50 صاروخ كاتيوشا وقسام على سدبروت وعسقلان والبلدات المحاذية لغزة. إن هذا كله يعتبر مراجعة [بروفة] عامة فقط، ومن شأن عدد الضحايا أن يكون أضعافاً مضاعفة في عملية عسكرية مكثفة ومتواصلة.
•إن عدد الضحايا الكبير يعود، بصورة رئيسية، إلى أوضاع المكان الذي تجري فيه العملية العسكرية المحدودة، وهو مكان مأهول في منطقة جبل كاشف الواقعة بين جباليا وحي الشجاعية في غزة. وعلى غرار معظم هذه العمليات فإن الجيش الإسرائيلي يطلق النار بكثافة، متكبداً خسائر بشرية، وذلك كي يحول دون سقوط ضحايا إسرائيليين آخرين.
•في يوم أول من أمس [الجمعة] ساد الانطباع أن حركة "حماس" تتطلع إلى إنهاء جولة العنف الجديدة، إذ إنها قلصت من إطلاق صواريخ القسام بصورة كبيرة (أطلقت تسعة صواريخ، بعد أن كان المعدل اليومي 40 صاروخاً خلال الأيام الفائتة). غير أن إسرائيل اتخذت قراراً بمواصلة الهجمات، كي لا تتيح المجال لـ"حماس" بأن تملي وتيرة المواجهة وقوتها.
•من الممكن أن تطول الفترة التي سيتم خلالها التوصل إلى تهدئة نسبية، لكن حتى لو حدث ذلك فستكون هذه التهدئة موقتة. إن إسرائيل تقترب، بصورة حثيثة، من العملية العسكرية البرية في القطاع، وقد تقرر اغتيال قادة الجناح السياسي لـ"حماس" قبل البدء بها.
•إن الذين يعتقدون في إسرائيل أن الثمن الباهظ الذي تدفعه غزة سيؤدي إلى انخفاض تأييد السكان الفلسطينيين لحكومة "حماس"، يرتكبون خطأ. إن تأثير العملية العسكرية المحدودة يبدو عكسيًاً إلى الآن، إذ أعرب سكان من القطاع، تحدثوا أمس إلى "هآرتس"، عن تأييدهم المطلق للحركة وعملياتها، إلى درجة أن ضابطاً سابقاً في جهاز الأمن التابع لـ "فتح" قال لنا: " غزة كلها أصبحت 'حماس'".
