•هناك ثلاث سمات للوضع في غزة، سأعرضها ثم أطرح سؤالاً واحداً. السمة الأولى هي أننا في غمرة حرب استنزاف بدأت "حماس" بشنها علينا منذ الانفصال في سنة 2005. وهي مختلفة عن حروب الاستنزاف التي شُنّت علينا في الجبهة الشمالية، لأنها حرب يومية. كما أن "حماس" هي التي تبادر إليها، وهي التي تملي قواعد اللعبة فيها.
•السمة الثانية هي أن "حماس" تعزز سيطرتها على قطاع غزة من خلال مواقف دينية متطرفة، ومع سكان يؤيدونها ويؤيدون الإرهاب، على الرغم من معاناتهم الشديدة. فهي لا تزال متمسكة بمعارضتها العملية السياسية وتتبنى الإرهاب طريقاً. كما أنها لم تغير مواقفها إلى الآن على الرغم من عزلتها الدولية. إن من يعلق الآمال على قدرة أبو مازن على التوصل إلى تسوية في ظل هذه الأوضاع هو مجرد حالم.
•أمّا السمة الثالثة فهي أن ما يحدث في غزة ينطوي على تداعيات إقليمية، ولا يعد شأناً محلياً فقط. إن حركة "حماس" تتلقى الدعم من إيران وسورية، والعالم العربي والإسلامي يراقب الآن ما إذا كانت ستنجح أو تفشل. كما أنه يراقب قدرة إسرائيل على الصمود والردع.
•إن سؤالي موجه إلى القيادة الإسرائيلية: لقد سبق أن تعهدتم بأن خطة "القبة الحديدية" [المضادة للصواريخ القصيرة المدى] ستقدم حلاً لمشكلة الصواريخ المتساقطة على سديروت والبلدات المحاذية لغزة، وذلك في سنة 2011. غير أن هناك مزيداً من الأصوات، التي تتردد في الآونة الأخيرة، وتزعم أن هذا التعهد كاذب. فهل هؤلاء على حق؟ أعطونا جواباً حاسماً عن هذه المسألة.