•آمل وأعتقد أن إيهود أولمرت سيواصل مهماته في منصب رئيس الحكومة، حتى بعد التقرير النهائي للجنة فينوغراد. لقد قرر أولمرت ألاّ يواصل سياسة الانضباط إزاء اختطاف جنديين إسرائيليين وقتل سبعة جنود آخرين [في 12 تموز/ يوليو 2006]، وعرض على الحكومة اقتراحًا بالرد على هذه العملية بصورة حادة. وقد صوّت الوزراء جميعهم تأييدًا لهذا الاقتراح، بمن فيهم شاؤول موفاز، الذي كان من المفترض أن يدرك، أكثر من أولمرت ومن وزير الدفاع، عمير بيرتس، باعتباره وزير دفاع ورئيس هيئة أركان عامة سابقاً، أن الجيش غير جاهز للحرب.
•بعد التصويت في الحكومة حظيت مبادرة أولمرت هذه بتأييد مكثف في الكنيست وفي استطلاعات الرأي ووسائل الإعلام، ومنها صحافيون يشجبون شن الحرب في الوقت الحالي.
•إن الذي فشل في المهمة هو رئيس هيئة الأركان العامة [دان حالوتس]، لا رئيس الحكومة ولا حتى وزير الدفاع، وذلك بسبب المفهوم الخطأ أن في إمكان سلاح الجو وحده أن يؤدي المهمة المطلوبة. كما أن المسؤولية عن هذا الفشل تقع على عاتق كبار الضباط الذين ترددوا في تعريض حياة الجنود للخطر، لعلمهم بأنه ستقام لجنة تحقيق بعد الحرب.
•صحيح أن حرب لبنان الثانية لم تحقق أهدافها كلها، كما أنها أضرّت بالقوة الردعية للجيش الإسرائيلي، غير أنها نجحت في إبعاد حزب الله عن الحدود مع إسرائيل، وفي إدخال الجيش اللبناني والقوات الدولية (يونيفيل) بدلاً منه، حتى النقطة التي وصل الجيش الإسرائيلي إليها.
•لا خلاف أن أولمرت بذل أقصى جهده من أجل إصلاح العيوب بموجب ما ورد في تقرير فينوغراد الأول. فمنذ ذلك الوقت تحسنت مكانة إسرائيل الدولية، ونجحت العملية السرية في سورية، كما أن أولمرت أقام علاقة صداقة وثيقة بالرئيس جورج بوش. غير أن الأهم من ذلك كله هو أنه يقود، بشجاعة وإصرار، مفاوضات بشأن إحراز اتفاق مع الفلسطينيين.