بوش هنا لانتشال أنابوليس من الوحل.. الصفقة تقضي بتقليص الاستيطان في مقابل سيطرة عسكرية طويلة المدى على الضفة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•من المفترض أن يمنح الرئيس جورج بوش، خلال زيارته القدس ورام الله [بدءاً من 9 كانون الثاني/ يناير 2008]، "زخماً جديداً" للمحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين التي غاصت في الوحل بعد عقد مؤتمر أنابوليس. فالمسؤولون في الطرف الإسرائيلي يحذرون، كالعادة، من التوقعات المبالغ بها، ولا يبدون حماسة لعقد "لقاء قمة ثلاثي" يجمع بين بوش وإيهود أولمرت ومحمود عباس خلال هذه الزيارة. وتفضل رئيسة طاقم المفاوضات، وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، أن تجري المحادثات بهدوء ومن دون أضواء إعلامية. هذه هي المقاربة السائدة في ديوان أولمرت أيضاً، وبموجبها فإنه لولا الكشف المبكر عن تفصيلات المفاوضات لكان في الإمكان صدور بيان أكثر أهمية في أنابوليس.

•لقد تعهد أولمرت وعباس وبوش، في أنابوليس، ببذل "أقصى الجهود" من أجل استكمال الاتفاق الإسرائيلي ـ الفلسطيني حتى كانون الأول/ ديسمبر 2008. وها قد مر أكثر من شهر من دون أن يقترب الطرفان من الاتفاق ميليمتراً واحداً.

•لا شك في أن أولمرت يؤيد تفكيك المستوطنات الواقعة خلف الجدار الفاصل، فهذا هو جوهر خطة الانطواء التي بادر إليها، غير أن تحركه لمنع أعمال البناء في المستوطنات، هذا الأسبوع، هو نتيجة ضغط فلسطيني وأميركي عليه. لقد حاول أولمرت أن يتوصل إلى تفاهم مع عباس بشأن البناء في المستوطنات قبل "أزمة هار حوماه" [جبل أبو غنيم]، لكن الفلسطينيين لم يفوتوا الفرصة التي سنحت لهم لإحراج إسرائيل.

•إن تشديد مراقبة البناء فيما وراء الخط الأخضر هو بادرة حسن النية الرئيسية التي سيقدمها أولمرت بمناسبة زيارة الرئيس الأميركي. لكنه في مقابل ذلك سيطلب من بوش أن يعترف بمطالب إسرائيل الأمنية، وهي: حرية العمل العسكري في المناطق [المحتلة] في أثناء المفاوضات؛ الإشراف الأمني على الدولة الفلسطينية العتيدة، بما في ذلك الانتشار الدائم للجيش الإسرائيلي في غور الأردن؛ السيطرة على معابر الدولة الفلسطينية ومجالها الجوي. إن الصفقة التي تحاول إسرائيل إبرامها هي تقليص المستوطنات في مقابل السيطرة العسكرية البعيدة المدى على الضفة الغربية.

 

•من ناحية أخرى سيطالب المسؤولون الإسرائيليون بوش بإجراء مناقشة إسرائيلية ـ أميركية مشتركة بشأن دلالة تقرير الاستخبارات الأميركية عن إيران. وسيتحدث أولمرت مع بوش عن تراجع الحملة الدبلوماسية لعزل إيران وفرض عقوبات عليها، وكيف يكون في الإمكان بعثها من جديد؛ لكن المسؤولين في القدس يقولون إن من السابق لأوانه الكلام مع بوش بشأن خيارات أخرى في الوقت الحالي.