من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•لا يعكس سقوط صاروخ كاتيوشا في الحي الشمالي لمدينة عسقلان وضعاً جديداً في القتال الدائر على حدود قطاع غزة، فقد سبق أن سقطت صواريخ كاتيوشا من طراز "غراد" وصواريخ قسّام مُطورة في منطقة عسقلان في مناسبات أخرى. إن ما جرى الآن، من الناحية الجغرافية، هو أن هذه الصواريخ تقدمت بضع مئات من الأمتار شمالاً، مقارنة بأماكن سقوطها في السابق.
•غير أن ذلك لا يعتبر القصة كلها بطبيعة الحال. إن سقوط كاتيوشا في الحي الشمالي لمدينة أشكلون يعني أن بضعة آلاف من سكانها أصبحوا، منذ يوم أمس، في مرمى الصواريخ التي تُطلق من القطاع. وإذا ما تُرجم هذا إلى مصطلحات مالية ـ أي منح سكان عسقلان "صفقة حماية" مماثلة للتي يطالب وزير الدفاع إيهود باراك بمنحها لسكان سديروت، والتي تبلغ تكلفتها 310 ملايين شيكل [نحو 81 مليون دولار] ـ فإنه ينطوي على تغيير مهم.
•إن الأشخاص الذين أطلقوا الصاروخ يدركون ذلك بصورة جيدة، ولذا فإن دلالة إطلاقه هي التلميح لإسرائيل أن في حيازة الفلسطينيين وسائل تستطيع أن تؤلم الإسرائيليين قليلاً، وذلك في محاولة الرد على سلسلة الهجمات التي يقوم الجيش الإسرائيلي بها في الفترة الأخيرة.
•على الرغم من أن تهديد عسقلان أخطر مما يبدو عليه الآن، فإن الانضباط لا يزال سيد الموقف في هذه المدينة. في وسع الفصائل الفلسطينية، إذا ما رغبت في ذلك، أن تقصف عسقلان بصورة دائمة وبعدد لا يستهان به من الصواريخ. غير أن ذلك لا يحدث لأن "حماس" ما زالت، على ما يبدو، غير معنية بصدام واسع مع إسرائيل.
•إن منظمة الجهاد الإسلامي هي المسؤولة عن إطلاق معظم الصواريخ على عسقلان، غير أن ذلك يتم بموافقة "حماس". وعندما ترغب الحركة في العمل فإنها لن تكتفي بإطلاق عدد قليل من صواريخ الكاتيوشا.
•لم تشذ ردة الفعل الإسرائيلية على إطلاق صاروخ الكاتيوشا أمس عن قواعد اللعبة المألوفة، إذ جرى قصف أهداف لـ "حماس" والجهاد الإسلامي بمشاركة استثنائية للطائرات الحربية الإسرائيلية. مع ذلك لا تزال إسرائيل بعيدة عن شن حرب على غزة. إن التوقيت الآن لشن حرب من هذا القبيل، عشية زيارة الرئيس بوش، ونشر التقرير النهائي للجنة فينوغراد، وفي ذروة فصل الشتاء، هو توقيت غير ملائم بتاتاً.