من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•إن بنيامين نتنياهو يعمل ضد دولة إسرائيل والدليل سلسلة التصريحات التي صدرت عنه خلال الأسبوع الماضي. وبدا أنه أخيراً قرر إزالة القناع المصطنع الذي حمله خلال السنوات الأخيرة ليكشف أمام الجمهور عن وجهه القومي.
•لم يتغير أسلوب نتنياهو فهو يبذل كل ما في استطاعته من أجل عرقلة أي اتفاق ممكن مع الفلسطينيين، ثم يستغل الإحباط الناشئ عن رفضه من أجل تأجيج الأجواء، فيفرض شروطاً غير مقبولة للبدء بالمفاوضات (مثل الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية). وبعد أن يتجلى الإحباط الفلسطيني في الشارع، يدعو كل من يعارض دولة إسرائيل ويدافع عن حقوق الدولة الفلسطينية إلى الانتقال للعيش هناك، وأنه لن يفرض أي عراقيل على انتقال هؤلاء.
•يحوّل نتنياهو السبب بصورة ممنهجة إلى نتيجة من أجل تحويل المعتدي إلى ضحية والضحية إلى معتد. فهو يرفض البحث في القضايا الأساسية مثل الحدود وتقسيم القدس وحق العودة، وعندما ينفجر غضب الجانب الفلسطيني وينتقل إلى السكان العرب في إسرائيل، يطلب من وزير الداخلية البحث في سحب الجنسية الإسرائيلية من الذي يتظاهرون ضد الدولة أو يهاجمون الشرطة.
•وبدلاً من أن يكون نتنياهو رئيساً لجميع سكان الدولة بمن فيهم 20% من العرب، نراه يتوجه إلى هدف مختلف هو تحقيق حلم أرض إسرائيل الكاملة. ومن أجل هذا الغرض يوظف أهم مورد بالنسبة له وهو الوقت. فهو يدرك أنه كلما نجح في "شراء" الوقت- من الفلسطينيين والأميركيين ومن العالم، نجح في إلحاق ضرر أكبر في امكانية التوصل إلى اتفاق، واقترب من الواقع الذي يستوطن فيه اليهود في جميع المناطق من البحر وحتى نهر الأردن.
•وفي الطريق نحو تحقيق "الحلم"، يقوم نتيناهو بغرز أمور حساسة في نسيج الحياة الإسرائيلية، فهو يضعف الشعور بالهوية الإسرائيلية لدى المواطنين العرب، ويقوم بشيطنة المواطنين اليهود الذي يسعون إلى حل النزاع من طريق تقسيم البلد. وفي الواقع، بدا نتنياهو في الأيام الأخيرة نسخة أكثر عنفاً وضرراً عما كان عليه في السنوات 1996-1999.
•إن تبرير ما يحدث بأن نتنياهو يحاول الالتفاف على أفيغدور ليبرمان ونفتالي بينت من اليمين خوفاً من اقتراب الانتخابات ليس التبرير الصحيح، فرئيس حكومة يتعامل مع مئات الآلاف من المواطنين العرب واليهود كما لو كانوا مجرد زيادة أعداد تافهة وأعداء متنكرين، ولذلك فهو لا يمكن أن يبقى رئيساً عليهم.