الولايات المتحدة تسعى إلى اتفاق مع إيران من دون الأخذ بالاعتبارات الأمنية الإسرائيلية
المصدر
والا

أُطلق في سنة 1995، وهو بالأساس شركة إنترنت إسرائيلية تملكها شركة بيزك للاتصالات الإسرائيلية، ويُعتبر من أشهر المواقع في إسرائيل، ويُصنَّف بين أول 9 مواقع. يوفر الموقع الأخبار على مدار الساعة، والتي يأخذها من صحيفة هآرتس، ومن وكالات الأنباء. وبدءاً من سنة 2006 أصبح لدى الموقع فريق إخباري وتحريري متخصص ينتج مواد وأخباراً، ولديه شبكة للتسوق عبر الإنترنت.

المؤلف

•قبل الانتهاء من معالجة الأزمة الأخيرة في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن قضية البناء في القدس، برزت خلافات جديدة في الآراء تتعلق هذه المرة بمحاربة "الدولة الإسلامية" (داعش) وبرنامج إيران النووي. ففي الأسبوع الماضي نشرت مجلة "وول ستريت جورنال" خبراً يقول إن الرئيس الأميركي باراك أوباما بعث رسالة سرية إلى الزعيم الإيراني آية الله علي خامنئي، ربط فيها التعاون مع طهران في محاربة داعش، بالتوصل إلى اتفاق شامل بشأن المسألة النووية. 

•لقد سارع وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان إلى الإعراب عن تحفظ القدس من خطط الولايات المتحدة، التي استناداً إلى المجلة، لم تكن إسرائيل على علم بها ولا حلفاء آخرون للولايات المتحدة في الخليج الفارسي. وأعلن ليبرمان في مؤتمر صحافي عقده مع المسؤول عن العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي "إننا نعارض التوجه الرامي إلى إيجاد صلة مباشرة بين برنامج إيران النووي ومحاربة داعش(...)، إيران ليست شريكاً في أي ائتلاف معتدل ضد داعش، ولا في أي نوع من الحوار في الشرق الأوسط".

•وفي الواقع، فإن مسألة إشراك إيران في الحرب على داعش مطروحة منذ وقت على جدول الأعمال في الولايات المتحدة ضمن نطاق سعي واشنطن إلى تشكيل أوسع ائتلاف دولي ممكن من الدول القريبة في المنطقة، والتي تعتبر داعش خطراً مباشراً عليها. وبما أن إيران دولة أساسية في الشرق الأوسط وتعتبر داعش خطراً مباشراً على حليفتها سورية وعلى العراق القريب منها جغرافياً، فإنها تشكل بالتالي شريكاً ملائماً للائتلاف الأميركي.

•ضمن هذه الأجواء حاولت الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة التودد إلى إيران، وهي ما تزال تفعل ذلك، فقد استغل وزير الخارجية الأميركي جون كيري المفاوضات النووية التي تجري بين مسؤولين كبار وممثلين عن النظام الإيراني، لإرسال دعوة إلى إيران للمشاركة في الاجتماع الطارئ الذي دعت إليه فرنسا في باريس في أيلول/سبتمبر الماضي، وكان هدفه التنسيق بين مواقف الدول المختلفة بشأن موضوع محاربة داعش. لكن تهديدات السعودية بمقاطعة الاجتماع أجبرت كيري على إلغاء الدعوة التي أرسلها إلى الإيرانيين. واضطر بعدها مسؤول في الإدارة إلى أن يوضح أن "الولايات المتحدة لا تنوي التنسيق والتعاون مع إيران" في المجال العسكري.

•وقبل الرسالة التي أرسلها أوباما، كان الرئيس الإيراني حسن روحاني اشترط لأجل موافقة بلاده على المشاركة في محاربة داعش حلّ الأزمة النووية، وذلك في الخطاب الذي ألقاه في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وجاء ذلك في إطار اتهامه الولايات المتحدة بأنها السبب وراء الأزمات بين دول المنطقة. ومن هذا المنظور، فإن رسالة أوباما إلى خامنئي تعزز الخط الإيراني.

•وعلى الرغم من المصلحة المشتركة للولايات المتحدة وإسرائيل في القضاء على التنظيم السني، فثمة من يتخوف من أن تقوم الولايات المتحدة بتقديم المزيد من التنازلات في المفاوضات النووية من أجل الإعداد لانضمام إيران إلى الائتلاف الدولي. 

•من الواضح أن الولايات المتحدة وشركاءها في المفاوضات مع إيران لم يقبلوا الموقف الإسرائيلي الداعي إلى ضرورة تجريد إيران بصورة كاملة من قدراتها النووية، إذ تميل الولايات المتحدة نحو السماح لإيران بالاستمرار في الاحتفاظ ببرنامج تخصيب اليورانيوم، مما سيسمح لها بأن تنتج مستقبلاً وعندما تقرر، مواد مخصبة قادرة على صنع قنبلة نووية. تطالب إسرائيل بأن يكون الزمن الذي تحتاج إليه إيران لإنتاج قنبلة في حال قررت القيام بذلك، طويلاً أكبر قدر ممكن.

•وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة وإسرائيل متفقتان بشأن منع إيران من الحصول على سلاح نووي، فإن إسرائيل ترى أن إيران نووية أو على عتبة دولة نووية، تشكل خطراً وجودياً عليها (وأنا من دعاة هذا الرأي). ولا تشارك الولايات المتحدة إسرائيل في هذه النظرة، وهي تستطيع "التعايش مع هذا الخطر" وكبحه قدر الممكن.

•يمكننا افتراض أنه منذ اللحظة التي ستحلّ فيها الأزمة النووية أو سيجري تعطيلها، فإن الخلافات في الرأي بين إسرائيل والولايات المتحدة ستزداد حدة، فالإدارة الأميركية تتطلع إلى الدخول في حوار مع إيران بشأن مسائل إقليمية أخرى للدولتين مصالح مشتركة فيها. 

•إن قيام مثل هذا الحوار سيزيد عدم الثقة بين الولايات المتحدة والسعودية واتحاد الإمارات التي ستنظر بكثير من الريبة إلى التقارب الأميركي- الإيراني. ولن تكون الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي ستستغل الوضع الجديد الناشئ، فهناك أيضاَ دول الاتحاد الأوروبي التي تدرك أهمية إيران سياسياً واقتصادياً وستحاول قدر الممكن تطبيع علاقاتها معها.

 

•ومن الأسباب التي زادت عدم الثقة الإسرائيلية (والخليجية)، أن أوباما بعث رسالته إلى خامنئي من دون علم دول المنطقة. فإذا كان هذا صحيحاً، فليست هذه المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي لا تقوم فيها الولايات المتحدة بإبلاغ إسرائيل بخطواتها في المنطقة. والإدارة لم تعلم إسرائيل بالاتصالات السرية مع إيران بوساطة عُمانية خلال الأشهر التي سبقت الاتفاق الموقت في 2013. كذلك لم تقم الحكومة الإسرائيلية لأكثر من مرة، بإبلاغ البيت الأبيض بخطط البناء في القدس الشرقية.