•بعد سقوط آلاف صواريخ القسام على سديروت وبلدات النقب الغربي، وبعد التقارير التي تحدثت عن تهريب صواريخ بعيدة المدى إلى قطاع غزة في أعقاب انهيار الجدار الحدودي في محور فيلادلفي، حان الوقت كي يدرك مطلقو الصواريخ في القطاع، من الفصائل الفلسطينية كلها، معنى عمليات "إطلاق النيران المضادة لبطاريات الصواريخ" من جانب إسرائيل، والتي تؤدي إلى قتل وتدمير على نطاق واسع.
•إن السؤال المطروح هو: كيف يمكن لإسرائيل أن تقوم بذلك من دون أن تثير غضب العالم من مشاهد قتل أناس أبرياء من غزة بنيران هذه العمليات العسكرية؟ الجواب هو أنها تستطيع البدء بعنصر الدعاية، الذي تفتقر إليه السياسة الإسرائيلية على الدوام. يمكن للناطق العسكري الإسرائيلي أن ينظم، على مدار أسبوع، جولة للصحافيين الأجانب في البلدات بمحاذاة غزة، لإطلاعهم على منظومات إطلاق النيران المضادة لبطاريات الصواريخ المعروفة باسم "نوريت" و"شيلام"، وعلى منظومة الطائرات من دون طيار. وبعد ذلك يعلن رئيس هيئة الأركان العامة أو وزير الدفاع أو حتى رئيس الحكومة، خلال مؤتمر صحافي حاشد، أن "ليس في إمكان إسرائيل كدولة ذات سيادة أن تقبل باستمرار إطلاق الصواريخ على سكانها".
•إن إسرائيل تملك القدرة على أن تطلق النيران المضادة لبطاريات الصواريخ بعد ثلاثين ثانية من إطلاق كل صاروخ عليها، وفي أي حالة للطقس.
•هناك حل آخر، أكثر سهولة، يجدر بحكومة إسرائيل أن تدرسه أيضاً، وهو محاولة التحادث مع حكومة "حماس". صحيح أن الحكومة أعلنت أنها لن تفاوض "حماس"، لكن مثل هذا الموقف سبق أن أُعلن إزاء ياسر عرفات، بل حوكم مواطنون إسرائيليون تجرأوا على التحادث مع منظمة التحرير الفلسطينية.
•إن إطلاق النيران المضادة لبطاريات الصواريخ أو التحادث مع حكومة "حماس" هما الخياران الوحيدان الماثلان أمام إسرائيل، ويجب ألا تشن عملية عسكرية برية.