في انتظار روسيا والصين: ينبغي على إسرائيل أن لا تتخلى عن أي خيار ضد إيران وأن تركز على العقوبات الاقتصادية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•يعقد مندوبو الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، في هذه الأيام، اجتماعات بشخصيات من ألمانيا من أجل بلورة قرار يفرض عقوبات إضافية على إيران. والخلاف يدور الآن، مثلما كان في السابق، بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من جهة، وبين روسيا والصين، اللتين تعارضان فرض عقوبات شديدة على إيران، من جهة أخرى.

•علينا أن نسأل أنفسنا ما إذا كان هناك فائدة من انتظار موافقة روسيا والصين على فرض عقوبات، أو أنه يمكن التغاضي بسهولة عنهما؟ إن الانتظار، بحسب رأيي، غير ضروري ولن يحقق النتيجة المرجوة، وهي تخلّي إيران عن مشروعها النووي العسكري.

•إن في إمكان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أن يتخذا بمفردهما قراراً واضحاً وحاسماً وقابلا للتطبيق بفرض عقوبات على إيران، لأن معظم تجارتها الخارجية يتم معهما. لقد بدأ المسؤولون في إيران، خلال الآونة الأخيرة، يشعرون بآثار الضغط الاقتصادي الناجم عن بعض القرارات التي اتخذت في بضع ولايات أميركية مؤخراً. ولعل القرار الإيراني القاضي بتخصيص مئة ليتر من الوقود فقط لكل شخص في البلد هو إحدى نتائج هذا الضغط.

•إن التهديد الإيراني لإسرائيل تهديد وجودي، ولا يشبه التهديد الذي تشكله حماس وحزب الله والجهاد الإسلامي، ولا حتى سورية. لذا على إسرائيل أن تبذل كل ما في وسعها لمنع إيران من امتلاك قدرة عسكرية نووية. 

 

•في إمكان إسرائيل، بل يتوجب عليها أن تستعد لأي خيار، لكن عليها أن تدرك، سوية مع ذلك، أن فرض العقوبات هو خيار أفضل وأكثر واقعية من الخيار العسكري. لقد سبق أن هزمت عقوبات من هذا القبيل نظام التفرقة العنصرية (الأبارتهايد) في جنوب إفريقيا، والديكتاتور الليبي معمر القدافي، وتوشك أن تهزم كوريا الشمالية.