جمهورية إسلامية منزوعة السلاح في قطاع غزة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•لدينا جار قاتل [في قطاع غزة]، وهو قاتل متدين، يرتكب جرائم القتل باسم السماء ومن أجلها. إنه يرغب في القضاء علينا كي لا يدنس وجودنا أرضه المقدسة. غير أنه ليس عديم القلب أو الشفقة، إذ إنه يتطلع إلى اغتيال وجودنا القومي لا إلى إغراقنا جميعاً في البحر. بكلمات أخرى، إن هدفه هو أن يقضي علينا سياسياً لا جسدياً.

•صحيح أن جارنا قاتل، إلا إنه ليس مختلاً، ولديه أسباب جيدة كي يكرهنا. فقبل ستين عاماً تماماً استولينا على أرض أمهاته وآبائه، وأفرغنا قراه، ومحونا فلسطينه عن وجه الأرض. وفي صيف أيار ـ حزيران ـ تموز [مايو ـ يونيو ـ يوليو] 1948 طردنا هؤلاء كلهم، بطوابير طويلة، إلى الجنوب. ولذا، فإننا نواجه مشكلة صعبة مع هذا الجار، وعلى الرغم من كوننا قريبين جداً فإننا بعيدون أحدنا عن الآخر للغاية.

•جارنا ليس أبلهاً. ففي سنة 2006 فاجأ الجميع عندما انتصر على أبو مازن، وتكررت المفاجأة في سنة 2007 عندما سيطر على قطاع غزة تماماً. وكانت المفاجأة في سنة 2008 عندما أوجد ميزان ردع في مقابل الغطرسة الجوفاء للحكومة الإسرائيلية. صحيح أنه لا يزال ضعيفاً جداً، غير أن قوته تتعاظم من عام إلى آخر، أمّا نحن فنواصل التغاضي عنه.

 

•هناك طريقان لمواجهة جار قاتل: أن نضربه بقوة أو نجرده من سلاحه. ربما سنكون مضطرين، في نهاية الأمر، إلى أن نضربه بقوة، لكن قبل ذلك يجب أن نستنفد الطريق الثانية. يجدر بنا أن نعرض على "حماس" صفقة تنص على إقامة جمهورية إسلامية في غزة في مقابل تجريدها من السلاح بصورة تامة. من المنطقي الافتراض أن ترفض "حماس" صفقة كهذه، لكن إذا كان هناك أدنى إمكان للتحادث الجاد معها، فيجب أن نحاول ذلك، لا بحسب نمط التهدئة العابرة الموقتة، وإنما من خلال صفقة تكون شروطها صارمة.