رغم التصعيد داخل منطقة حزام الأمان، إسرائيل تؤجل القيام بعملية برية واسعة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

قُتل ثلاثة من جنود الجيش الإسرائيلي و 20 فلسطينياً أمس في سلسلة حوادث وقعت في قطاع غزة، في يوم قتال هو الأقسى منذ ما يزيد على الشهر. وبين القتلى الفلسطينيين ما لا يقل عن 11 مدنياً، منهم خمسة فتية وأطفال ومصور صحافي. وقُتل الجنود الثلاثة بعد أن واجهت قوة من لواء غفعاتي كميناً نصبته لها حركة "حماس". 

على الرغم من التصعيد الذي جرى يوم أمس، يبدو أن إسرائيل ستبذل جهداً لتجنب تصعيد شامل خلال الفترة القريبة المقبلة، على خلفية فترة الأعياد واحتفالات الذكرى الستين لتأسيس الدولة وزيارة رئيس الولايات المتحدة جورج بوش لإسرائيل. وترافق القتال الذي شهده يوم أمس مع إطلاق نحو 25 صاروخ قسام على النقب الغربي. 

وبعد عملية "الشتاء الحار" التي نفذها لواء غفعاتي في شمال قطاع غزة مطلع آذار/ مارس، والتي قتل فيها نحو 120 فلسطينياً، سادت تهدئة نسبية لبضعة أسابيع، إذ كبح الطرفان أنشطتهما الهجومية، ويعود الفضل في ذلك أيضاً إلى جهود وساطة مكثفة بذلتها مصر. لكن التهدئة تلاشت في أواخر آذار/ مارس عندما صعّدت بضع فصائل فلسطينية من إطلاق الصواريخ. وبالتدريج انضمت "حماس" إليها، وأرسلت مجموعات للقيام بعمليات ضد قوات الجيش الإسرائيلي بالقرب من السياج الحدودي. وبعد اغتيال الموظفَيْن اللذين عملا في معبر ناحل عوز المخصص لإمدادات الوقود في 9 آذار/ مارس، استأنف الجيش الإسرائيلي الضغط الهجومي وعاد ليلياً إلى إرسال قوات بحجم كتيبة للقيام بعمليات داخل القطاع. 

وقد وقعت الحوادث كلها التي شهدها يوم أمس داخل المنطقة التي يسميها الجيش الإسرائيلي "حزام الأمان"، وهي منطقة يبلغ عرضها نحو 2,5 كم، وتمتد بين مشارف المنطقة الفلسطينية المبنية والسياج الحدودي. 

 

وعلى الرغم من القتال، يبدو أن إسرائيل تفضل تأجيل القيام بعملية برية كبيرة الآن، إذا استطاعت ذلك. واستؤنف أمس توريد المازوت لمحطة توليد الطاقة في غزة بعد إيقافه في إثر العملية التي وقعت في معبر ناحل عوز. أما توريد المازوت والبنزين لوسائل النقل فلا يزال مجمداً.