قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن إسرائيل دولة قانون وكل من سيُخالف القانون سيُعاقب بصرامة، وأكد أن الحكومة لن تتحمل أي أعمال شغب واضطرابات، وستعمل بحزم ضد راشقي الحجارة ومن يلقون الزجاجات الحارقة والمفرقعات وضد كل من يقوم بقطع الطرقات والتظاهرات التي تدعو إلى تدمير الدولة، ولن تقبل مزيداً من التظاهرات التي تجري في قلب إسرائيل ويتم فيها رفع رايات حركة "حماس" أو تنظيم "الدولة الإسلامية" ["داعش"] وإطلاق هتافات معادية على غرار "بالروح وبالدم نفديك يا فلسطين".
وجاءت أقوال نتنياهو هذه في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد) تعقيباً على الإضراب العام والتظاهرات وأعمال الشغب التي شهدتها البلدات والقرى العربية في إسرائيل أمس احتجاجاً على مقتل أحد شبان قرية كفر كنا في الجليل بنيران أفراد الشرطة يوم الجمعة الفائت، وشدّد فيها أيضاً على أن جميع المظاهر المذكورة تشكل مناشدات فعلية لتدمير دولة إسرائيل.
وأشار رئيس الحكومة إلى أنه أوعز إلى وزير الداخلية الإسرائيلي أن يعمل بشتى الوسائل ضد من يقومون بهذه الممارسات، بما في ذلك النظر في إمكان سحب الجنسية الإسرائيلية ممن يدعون إلى تدمير الدولة، وإلى أنه حان الوقت للقيام بذلك.
وكرّر نتنياهو أن الجهة التي تقف وراء التحريض ضد إسرائيل هي أساساً الحركات الإسلامية المتعددة وفي مقدمها "حماس" والحركة الإسلامية في إسرائيل. وأشار إلى أنه في ما يتعلق بالتحريض بشأن جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] تقف في الصدارة حركة المرابطين والمرابطات وهي حركة تحريضية يموّلها الإسلام المتطرف، وإلى أنه أوعز بإخراجها عن القانون.
كما أشار إلى أن هناك جهة أخرى تقف وراء هذا التحريض هي السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس. وأضاف أن موقع الإنترنت الرسمي التابع لحركة "فتح" وهي العمود الفقري للسلطة الفلسطينية، ادعى في الأيام الأخيرة أن الشعب اليهودي لم يعش هنا قطّ وأن الهيكل اليهودي لم يكن هنا بتاتاً وأن ملوك وأنبياء إسرائيل شلومو ودافيد ويشعياهو ويرمياهو ليسوا إلا مجرد خرافة. وأكد أن هذه محاولة مكشوفة لا تهدف إلى تشويه الحقيقة فحسب وإنما تسعى أيضاً إلى تشويه التاريخ، وأنه حيال هذه التشويهات والأكاذيب الواضحة على الحكومة الإسرائيلية أن تقول الحقيقة لشعبها وللعالم، وعليها أيضاً أن تقول الحقيقة حيال الطرف الأخطر الذي يدعو إلى إبادة إسرائيل وهو إيران.
وقال نتنياهو إن الأقوال كأن إيران أصبحت معتدلة تتناقض مع السياسة التي تمارسها طهران بتوجيه من المرشد الأعلى علي خامنئي. وهذه السياسة تقوم على أساس الدعوة إلى إبادة إسرائيل، وقمع حقوق الإنسان، فضلاً عن أن التقارير التي يتم تلقيها من الوكالة الدولية للطاقة الذرية تفيد أن إيران تواصل ترويج الأكاذيب وتضليل العالم حول برنامجها النووي وحول عملياتها التي تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية.
وأكد أنه إزاء إيران كهذه التي يحكمها زعيم مثل خامنئي، يتعين على إسرائيل أن تقوم بكل شيء من أجل منعها من امتلاك أسلحة نووية أو حتى من القدرة على إنتاجها خلال فترة قصيرة. وأضاف أن المجتمع الدولي يواجه الآن خياراً بسيطاً: إما الاستسلام لإيران من خلال التوصل إلى اتفاق استسلامي يشكل خطراً لا على إسرائيل فحسب بل أيضاً على العالم أجمع وإما الإصرار على المطالبة بأن يتم نزع القدرة الإيرانية على إنتاج أسلحة نووية. وشدّد على أن إسرائيل لن تقبل اتفاقاً يبقي إيران دولة عتبة نووية، لأن هذا خطر على الجميع.