محاولة اغتيال غليك جزء من الصراع بين اليهود والفلسطينيين على الحرم القدسي
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

•محاولة اغتيال يهودا غليك بالأمس في القدس تضع جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] مثلما حدث سنتي 1929 و2000 في مركز الصراع اليهودي - العربي على القدس، وتزيد حدة الجدل الديني بشأن القدس والأماكن المقدسة. لقد حاول موشيه دايان من خلال منع اليهود من الصلاة في جبل الهيكل الحؤول دون تحول النزاع القومي إلى نزاع ديني، لكنه في الحقيقة فشل في ذلك. ففي الديانتين [اليهودية والإسلامية]، الدين والقومية مرتبطان ببعضهما البعض، ولا  أحد يعرف أو يستطيع هنا وهناك أن يفصل بينهما. 

•لقد ناضل غليك ضد الوضع القائم [في الحرم القدسي] بكل قوته. وزار المكان مئات المرات إن لم يكن آلاف المرات، كما خاض نضالاً واسعاً من أجل أن تسمح الحكومة بصلاة اليهود هناك، ولهذا السبب تحول إلى قماشة حمراء في نظر المسلمين الذين يعتقدون (مثلما قال أبو مازن)، إن اليهود يدنسون إسلامية الحرم.

•إن الرصاصات التي وجهت إلى غليك موجهة أيضاً نحو آلاف اليهود الذين يتدفقون طوال أيام وأشهر إلى مداخل الحرم ويطالبون بتنفيذ ما وافقت الحكومة على السماح لهم به، أي زيارة الحرم، المكان الأكثر قداسة بالنسبة للشعب اليهودي، وثالث الأماكن المقدسة بالنسبة للدين الإسلامي.

•تذكر محاولة اغتيال غليك في ذروة الانتفاضة المقدسية، باغتيال الوزير رحبعام زئيفي في ذروة الانتفاضة الثانية. ففي الحادثتين حاول القتلة اغتيال من تحول إلى الحارس الأمين لسلامة القدس ومقدساتها. لقد آمن غليك بأن نضاله المستمر من أجل صلاة اليهود في الحرم سينجح. وهو في الواقع أشبه بنسخة جديدة من شخصية غرشون سلومون سنة 2000 من حركة "أمناء جبل الهيكل"، الذي مُنع من الدخول الى الجبل عشرين عاماً. وغليك الذي حاولت الشرطة منعه من الدخول إلى الجبل، عارض القرار في المحاكم وربح القضية أكثر من مرة وأجبر الشرطة على السماح له بزيارة الحرم.

•من المتوقع أن تصعّد حركات جبل الهيكل وجمهور كبير من اليهود مطالباتهم بالسماح لهم بالصلاة في الحرم. في المقابل، برز في السنوات الماضية محور عربي- إسلامي واسع ضد المس بالطابع الإسلامي للحرم، يشارك فيه أصدقاء وخصوم ويشمل الأردن ومصر، كما يضم "حماس" والجناح الشمالي في الحركة الإسلامية. وهذه المرة الصراع علني وهو أعنف من أي مرة سابقة.

 

•إن "الحل" الأسهل حالياً هو إغلاق الحرم أمام الجميع، حتى أمام المسلمين إلى أن تهدأ النفوس. وفي الأشهر الأخيرة هدد وزير الداخلية أهرونوفيتش بالقيام بذلك. أما الحل الأصعب، لكن الأكثر عدلاً، فهو السماح أخيراً لليهود بتحقيق القليل مما سمحت به حكومات إسرائيل لهم، أي زيارة الحرم، وإيقاف واحتواء احتواء العنف الإسلامي في الحرم، واستخدام القانون أو أحكام قانون الطوارىء لفرض قيود على دخول أعضاء الجناح الشمالي التابع لرائد صلاح وأنصار "حماس" وحزب التحرير إلى هناك. كما يجب أن نوضح لأصدقائنا الأردنيين أنه مع كل احترامنا وتقديرنا للعلاقات الخاصة، فإن جبل الهيكل مقدس بالنسبة إلينا أيضاً وليس فقط بالنسبة إليهم.

 

 

المزيد ضمن العدد 2002