•إن أول ما يخطر على البال في ما يتعلق بالحملة التي يشنها مسؤولون رفيعون في الإدارة الأميركية ضد رئيس الحكومة نتنياهو، هو أنهم لا يخافون التصرف بمثل هذه الفظاظة قبل أيام من الانتخابات النصفية. وإذا كان الأمر كذلك فإن أوباما قد يكون يلمح إلى أنه يسلّم بأنه سيُهزم في الانتخابات النصفية للكونغرس، أو أنه لم يعد يحسب حساباً لليهود. وفي رأيي هما الأمران معاً.
•قبل أقل من شهر صدرت جملة إدانات فظة وغير مسبوقة من جانب البيت الأبيض ووزارة الخارجية ضد البناء في القدس. ونظراً للفظاظة الخاصة التي تنمّ عن كراهية غير عقلانية، كان من المنتظر أن يتحرك أحد ما في الجالية اليهودية في أميركا للرد على أوباما.
•لكن هذا لم يحدث، ولذا يشعر أوباما بأن له مطلق الحرية في التحدث ضد إسرائيل. وإذا كان يعتقد أن الديمقراطيين سيخسرون الانتخابات في مجلس الشيوخ، وأن اليهود مصابون بفيروس الغباء والجبن، فبإمكانه أن يطلق العنان لإيديولوجيته المعادية للصهيونية.
•يمثل جيفري غولدبرغ [الصحافي في مجلة اتلانتيك]، قناة لنقل غضب الرئيس أوباما والإدارة الأميركية وشعور البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية بالإحباط جرّاء السياسة الإسرائيلية. ويشكل هذا عودة أليمة إلى الجولة الماضية حين قام نتنياهو بزيارة إلى الأمم المتحدة. يومها وقبل اجتماعه بالرئيس الأميركي، نشرت حركة "السلام الآن" العميلة للإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي في إسرائيل، أنباء عن البناء في القدس، الأمر الذي أدى إلى أزمة بين الرئيسين، كانت في نظر البيت الأبيض أكثر خطورة من تحول إيران إلى دولة نووية.
•ما هي اللعبة التي يحاول أوباما أن يلعبها هنا؟ إنها ليست واضحة البتة مثل عدم وضوح استراتيجيته في عدد من المجالات. فاستناداً إلى وجهة نظره، إسرائيل لم تعد مهمة بالنسبة إليه في الشرق الأوسط. وبحسب التقارير، فإن أوباما وضع استراتيجية يحتاج في إطارها إلى خدمات إيران إلى حد التحالف معها. وهو يبيع إيران العراق غير الداعشي، أما بقية أنحاء العراق فقد سقطت مثل ثمرة ناضجة، أو فاسدة، في قبضة "داعش". وأما إسرائيل فهي التي تمنعه من التمتع بشهر عسل مع آيات الله الذين يديرون عدداً من التنظيمات الإرهابية.
•من المدهش أن نرى أن لا "حماس" ولا قطر ولا خامنئي ولا أبو بكر البغدادي، هم الذين يثيرون غضب أوباما، بل إن هذا الغضب موجه نحو زعيم واحد ودولة واحدة.