•تُعتبر الأحداث، التي شهدها لبنان في نهاية الأسبوع الفائت، تذكيراً مؤلماً بأن إيران ستصبح رسمياً، وبعد عام واحد، موجودة على حدودنا الشمالية، ويجب أن نعتاد ذلك. وإذا لم تحدث مفاجآت فإن الانتخابات في لبنان بعد نحو عام، ستسفر عن سقوطه في قبضة حزب الله، وسيصبح مستعمرة إيرانية، وسنكون مجرد متفرجين، لأن الفترة الحالية ليست سنة 1982 [سنة الاجتياح الإسرائيلي]، ولا رغبة لدينا أو قدرة على التدخل، كما أن لا حلفاء أقوياء لدينا في لبنان.
•لا شك في أن فؤاد السنيورة وسعد الحريري، اللذين يقفان على رأس التحالف الذي طرد السوريين من لبنان، يلفظان أنفاسهما الأخيرة في تاريخ المنطقة، وهما يدركان ذلك. وقد آل كلاهما إلى هذه الحالة، ضمن أمور أخرى، بسبب السياسة الخطأ التي تتبعها [وزيرة الخارجية الأميركية] كوندوليزا رايس. فمن جهة، منعت الإدارة الأميركية السنيورة من التوصل إلى حل وسط مع حزب الله، كان في إمكانه أن يتوصل إليه، كما أنها من جهة أخرى، لا توفر له السند العسكري والسياسي اللازم لمواجهة التحالف الإيراني ـ السوري. لقد تصرف الأميركيون بالطريقة نفسها مع الشيعة في العراق بعد حرب الخليج الأولى [سنة 1991]، إذ دعوهم إلى التمرد على صدام حسين، ثم تركوهم يواجهون مصيرهم بمفردهم.
•إن الخطوة التي أقدم حزب الله عليها كانت محسوبة ومتزنة ومخططة. صحيح أن القوة السياسية التي تحركه هي الحكومة الإيرانية، غير أن الرأس المدبر هو، على ما يبدو، في دمشق، التي لا تزال ضالعة حتى النخاع في كل ما يحدث في بيروت.
•هناك مصلحتان لإسرائيل في الوقت الحالي: الأولى استقرار حدودها مع لبنان، والثانية عدم تحوله إلى قاعدة إيرانية. ويمكن تحقيق هاتين المصلحتين من خلال طريقين: طريق سياسية، مثلاً بواسطة محادثات مع السوريين، غير أن الأميركيين لا يسمحون لنا بأن نتحدث معهم بشأن لبنان، وطريق عسكرية، لكن من المشكوك فيه أن يكون هناك مسؤول إسرائيلي واحد يرغب في أن يقضي على القاعدة الإيرانية بواسطة القوة العسكرية.
•إن حزب الله هو الذي سيقرر متى يتم تسخين الحدود، وسيكون قراره مرتبطاً، بصورة مباشرة، بالمحاولات الإيرانية الرامية إلى امتلاك سلاح نووي. إن ما يجدر أن نتذكره هو أن قدرة إسرائيل على مواجهة القاعدة الإيرانية في الوقت الذي لم تمتلك إيران سلاحاً نووياً بعد، تختلف جوهرياً عن قدرتها عندما تمتلك سلاحاً كهذا. ولذا فإن السؤال المطروح هو: متى يجب مواجهة هذه المشكلة، إذا كان يجب مواجهتها أصلاً.