من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
قال نائب رئيس الحكومة حاييم رامون في جلسة الحكومة التي عقدت أمس (الأحد) إنه يجب أن ننظر إلى لبنان على اعتبار أنه دولة حزب الله. وأضاف معقباً على الأحداث التي شهدها لبنان منذ نهاية الأسبوع، وعلى سيطرة حزب الله على بيروت: "لا توجد حكومة في لبنان. هذا خيال. ليس هناك إلا حزب الله. إنه مسؤول عن كل ما يجري هناك، وهو يسيطر على البلد تماماً".
ودعا الوزير عامي أيالون إلى عقد اجتماع مستعجل للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية للبحث في الوضع في قطاع غزة والصدامات العنيفة في لبنان، وقال خلال الجلسة إن "الوضع في الشمال حرج"، وإن هناك تهدئة في قيد التبلور في غزة، ولذا يتعيّن على المجلس الوزاري البحث في هذين الموضوعين.
وأكد رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اللواء عاموس يادلين خلال الجلسة أن لبنان يشهد أزمة سياسية وطريقاً مسدوداً منذ انتهاء ولاية الرئيس ]إميل[ لحود، وقال: "هناك رئيس توافقت عليه الأطراف كلها هو قائد الجيش ]العماد[ ميشال سليمان، لكن هدف المعسكر المتطرف يتجاوز مسألة الرئيس، ويريد إعادة السيطرة في لبنان إلى ما كانت عليه قبل ثورة المعسكر المناهض لسورية". وخلص إلى القول إن أحداث نهاية الأسبوع سددت ضربة أخرى إلى المعسكر المعتدل في لبنان في صراعه ضد المعارضة.
وقال الوزير يتسحاق كوهين خلال الجلسة إن "على إسرائيل أن تطلب من مجلس الأمن، وبسرعة، إجراء مناقشة جديدة للقرار 1701".
وقال رئيس الحكومة إيهود أولمرت في هذا الصدد إن إسرائيل تتتبع ما يجري في لبنان.
من جهة أخرى، قال وزير الدفاع إيهود باراك في احتفال بمناسبة ذكرى انتصار الحلفاء على ألمانيا النازية: "إننا نتطلع إلى السلام، لكن ليعلم الجميع بأن الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية يتابعان ويراقبان، وهما متأهبان لكل تحدٍ واختبار قد يفرض علينا. وفي هذه الأيام فإن عيناً لنا تتابع وتراقب ما يجري في قطاع غزة، بينما تراقب العين الأخرى ما يحدث في لبنان وسورية، وكلتاهما تراقبان أيضاً ما يجري في إيران".
إن إسرائيل تراقب، بقلق، الوضع الإشكالي في لبنان (يديعوت أحرونوت، 11/3/2008)، ومع ذلك قرر رئيس الحكومة إيهود أولمرت عدم القيام بأي عمل في هذه المرحلة، وأن يُترك مجال الرد للأسرة الدولية. وخلال نهاية الأسبوع عُقدت سلسلة من المشاورات الأمنية والسياسية، وتلقى رئيس الحكومة ووزير الدفاع ووزيرة الخارجية تقارير استخباراتية وتقويمات أمنية بشأن الأحداث الجارية في لبنان.
وقال مصدر سياسي رفيع المستوى في القدس "... إننا نتلقى تقارير جارية عن كل ما يجري هناك، وإسرائيل قلقة لأنها قد تتأثر بالأحداث الخطرة، لكن لا يجوز لها أن تقود التحرك الدولي. ولذا فإننا لا نزال نمتنع من إصدار رد رسمي".
وفي هذه المرحلة اتُّخذ قرار بألاّ ترد إسرائيل أو تتطرق إلى المواجهات بين حزب الله والحكومة اللبنانية (هآرتس، 11/5/2008)، لكن جهات متعددة في المؤسسة السياسية أعربت عن قلقها إزاء التصعيد وانعكاساته المحتملة على الوضع على الحدود الشمالية.
وهناك في إسرائيل تشاؤم كبير حيال التطورات المقبلة في لبنان، وخصوصاً حيال تقاعس الأسرة الدولية. وينبع شعور إسرائيل بالإحباط من أن مجلس الأمن لن يقوم، على ما يبدو، بأي عمل مهم لحل الأزمة، بسبب تركيبته الحالية. وقال مصدر سياسي في القدس إن كون ليبيا عضواً في المجلس يسبب له الشلل.
وهناك خشية رئيسية أخرى لدى المؤسسة السياسية - الأمنية وهي أن يؤدي التصعيد في لبنان وسيطرة حزب الله إلى مغادرة قوة اليونيفيل البلد.