•يبدو أن قضية قصف المفاعل السوري سترافقنا فترة طويلة. وسأحاول هنا أن ألقي بعض الضوء على إحدى زوايا هذه القضية المركبة، وهي زاوية الجدل الداخلي في الإدارة الأميركية بشأن نشر الموضوع.
•خلال زيارتي واشنطن، في الأسبوع الماضي، علمت أنه لم يكن هناك حسم، حتى آخر لحظة، في الجدل الذي دار بين نائب الرئيس الأميركي ريتشارد تشيني، ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، في هذا الشأن. فقد اعتقدت رايس أنه يتعين تنفيذ الاتفاق القائم مع كوريا الشمالية بخصوص المساعدات الاقتصادية، على الرغم من تورطها في سورية. أمّا تشيني فقد كان راغباً في نسف الاتفاق. ولا عجب، إذاً، في أن رايس حاربت بكل قوتها من أجل منع إجراء مناقشة في الكونغرس، إذ كانت كوريا الشمالية مركز اهتمامها، لا سورية.
•يبدو أن شخصاً ما في الإدارة الأميركية، وهو من الراغبين في خدمة مصلحة تشيني، قد ملّ من الجدل الذي قدّر أنه لن يُحسم بتاتاً، ولذا سرّب لبضعة صحافيين تفصيلات من شريط الفيديو الذي أعدته وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية [سي. أي. إيه]، وأدى بذلك إلى حسم الجدل.